(1)
الحياة بكل اختصار جولة، تختار طريقها ومسافتها ومن تصاحب وتعادي فيها.
جولة عبارة عن خطوة تبدأ بألف ميل، من الفهم والتعايش والعلم والصبر والحب والغيرة وتقبّل المستحيل، واستحالة المقبول، في أحيان كثيرة.
جولة لن ترقى إلى منزلة النزهة، ولن تتسارع إلى خط سباق، لأنه من الأسلم لها أن تعيش في المابين، وسط الطريق، ما بين الصحراء والجنة، حيث السكن الأبدي في أي منهما ضياع، والتجول في برزخهما حلم وعلم في صورة حياة.
(2)
الحياة بكل اختصار بسيطة، ولهذا كل ما تحتاج أن تفعله فيها هو ألا تناقض نفسك، فلا تقول ما لا تفعل، ولا تفعل ما لا تقول!
أفخر بزملائي من الكتاب عندما أراهم يكتبون ما يعتقدونه، ويبتعدون عن إملاء غير ما يفعلونه على الناس، وأتمنى عند قراءتي لكلماتهم أن أكون مثلهم، بلا زيف أو تناقض أو نفاق، لأن الحياة السعيدة تُعاش هكذا، والحياة المتعبة تُعاش بتكلف ونفاق.
وحدهم الشعراء من نتقبل منهم أن يقولوا ما لا يفعلون، لأنهم بقولهم يفعلون أكثر مما يظنون بخيالنا ومداركنا، فيوسعون ما كان ضيقاً ويضيقون ما كان واسعاً، ويجعلون الخطوط المتوازية تتقاطع والخطوط المتقاطعة، تتوازى، وكل هذا وهم يقولون ما لا يفعلون، فكيف لو فعلوا؟
(3)
الحياة بكل اختصار، ما تشعره وتحس به، سواء أكان تفاؤلاً يوقظك كل يوم من نومك، أو إحباطاً لا يجعلك تغادر غرفتك. ما تشعر به يعبر عنك، وعن الحياة بالنسبة إليك.
الحياة ليست أكبر من مشاعرك وأحاسيسك، بل هي ما يمثلها بالضبط، فالإنسان بدون عواطفه، إيجابية كانت أم سلبية، عبارة عن كتلة صماء، صالحة لأي شيء إلا الحياة، وغير قادرة إلا على الموت.
ولا حياة معتبرة إلا بإحساس جميل، تجاه الأشياء، لأنه ما يخلق فيها الجمال لا العكس، الأشياء مهما علت قيمتها وبَعُد مصدرها لا تخلق في الإنسان إحساساً دافئاً ودائماً، بل هو ما يبث فيها إحساسه، سواء أكان جميلاً أو قبيحاً، ولأن الأحاسيس كالعدوى المرضية -مع فارق التشبيه- تعود إلينا لتنتشر مرة أخرى في حياتنا، إحساساً منا وإلينا، مالئاً فراغ الحياة من حولنا، باللون الذي نختاره.
(4)
الحياة باختصار، الفلسفة التي يتعلمها الإنسان كل يوم، والتي آمل أن أكون قد خلقت جزءاً منها فيكم، اليوم.
الحياة بكل اختصار جولة، تختار طريقها ومسافتها ومن تصاحب وتعادي فيها.
جولة عبارة عن خطوة تبدأ بألف ميل، من الفهم والتعايش والعلم والصبر والحب والغيرة وتقبّل المستحيل، واستحالة المقبول، في أحيان كثيرة.
جولة لن ترقى إلى منزلة النزهة، ولن تتسارع إلى خط سباق، لأنه من الأسلم لها أن تعيش في المابين، وسط الطريق، ما بين الصحراء والجنة، حيث السكن الأبدي في أي منهما ضياع، والتجول في برزخهما حلم وعلم في صورة حياة.
(2)
الحياة بكل اختصار بسيطة، ولهذا كل ما تحتاج أن تفعله فيها هو ألا تناقض نفسك، فلا تقول ما لا تفعل، ولا تفعل ما لا تقول!
أفخر بزملائي من الكتاب عندما أراهم يكتبون ما يعتقدونه، ويبتعدون عن إملاء غير ما يفعلونه على الناس، وأتمنى عند قراءتي لكلماتهم أن أكون مثلهم، بلا زيف أو تناقض أو نفاق، لأن الحياة السعيدة تُعاش هكذا، والحياة المتعبة تُعاش بتكلف ونفاق.
وحدهم الشعراء من نتقبل منهم أن يقولوا ما لا يفعلون، لأنهم بقولهم يفعلون أكثر مما يظنون بخيالنا ومداركنا، فيوسعون ما كان ضيقاً ويضيقون ما كان واسعاً، ويجعلون الخطوط المتوازية تتقاطع والخطوط المتقاطعة، تتوازى، وكل هذا وهم يقولون ما لا يفعلون، فكيف لو فعلوا؟
(3)
الحياة بكل اختصار، ما تشعره وتحس به، سواء أكان تفاؤلاً يوقظك كل يوم من نومك، أو إحباطاً لا يجعلك تغادر غرفتك. ما تشعر به يعبر عنك، وعن الحياة بالنسبة إليك.
الحياة ليست أكبر من مشاعرك وأحاسيسك، بل هي ما يمثلها بالضبط، فالإنسان بدون عواطفه، إيجابية كانت أم سلبية، عبارة عن كتلة صماء، صالحة لأي شيء إلا الحياة، وغير قادرة إلا على الموت.
ولا حياة معتبرة إلا بإحساس جميل، تجاه الأشياء، لأنه ما يخلق فيها الجمال لا العكس، الأشياء مهما علت قيمتها وبَعُد مصدرها لا تخلق في الإنسان إحساساً دافئاً ودائماً، بل هو ما يبث فيها إحساسه، سواء أكان جميلاً أو قبيحاً، ولأن الأحاسيس كالعدوى المرضية -مع فارق التشبيه- تعود إلينا لتنتشر مرة أخرى في حياتنا، إحساساً منا وإلينا، مالئاً فراغ الحياة من حولنا، باللون الذي نختاره.
(4)
الحياة باختصار، الفلسفة التي يتعلمها الإنسان كل يوم، والتي آمل أن أكون قد خلقت جزءاً منها فيكم، اليوم.
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق