لا شيء يبقى على حاله، الأفكار والأشياء والأحوال، جميعها تتغير وتتحول وتلتبس وتتلاشى وتتدهور وترتفع وتهوي وتتجمع وتتفرق، لتكون للناس الدنيا والحياة كما يجب أن تكون.. هذا ما جال خاطري وأنا أستعيد أفكاري "المسبقة" حول الرجال والنساء من حاملي الجنسية الفلبينية ممن أراهم حولي في كل مكان. وأنا لا أعرف عن الفلبينيين إلا بشاشة روحهم وحالة دولتهم الاقتصادية وواقع استقدام الدول العربية لهم للعمل في جميع أنواع الوظائف، بالإضافة إلى تحدث أغلبيتهم اللغة الإنجليزية إلى جانب لغتهم الأم.
تشكَّلت نظرتي من جديد نحو الفلبينيين بعد قراءتي لرواية الكويتي سعود السنعوسي "ساق البامبو"، لا أعرف لو كانت نظرتي الجديدة شخصية أو عاطفية، ولكني شعرت بأني أفهمهم وأقدرهم أكثر، خاصة بعد قراءتي لتاريخ الفلبين ونضالات رجاله.
سُميت الفلبين، لمن لا يعرف، نسبة إلى الملك الإسباني فيليب الثاني، وهي من أكبر الدول المصدرة لعمال الملاحة البحرية عالمياً، وقد كانت تُعتبر ثاني أغنى بلد في شرق آسيا بعد الحرب العالمية الثانية ليتدهور اقتصادها بعد ذلك في عهد الديكتاتور فرديناند ماركوس.
ومن الفلبين إلى الهند، يستخف الكثير بقدرة "الدولة الديمقراطية الأكثر ازدحاماً بالسكان في العالم" بحسب الإحصاءات. ومن رحم الهند، خرج الرؤساء التنفيذيون لأقوى وأكبر شركات العالم مثل جوجل ومايكروسوفت وبيبسي وماستر كارد! وهذا ليس بغريب على دولة حاربت الاستعمار وانتصرت، والآن تملك واحدة من أقوى اقتصادات وجيوش العالم.
بالنسبة للكثير من الناس، التصنيفات والأفكار المعلبة مسبقاً كوجبة سريعة هي كل ما يملكون تقديمه، فتجدهم يعلقون حتى بخصوص الصينيين فيتندرون حول أشكالهم وصعوبة التفريق بينهم للتشابه الظاهر! ويضربون بتاريخهم وحاضرهم ومخططاتهم المستقبلية عرض الحائط! وكأن كل ما يهم هو ما يعرفونه عنهم ويتوقعونه منهم! هؤلاء أنفسهم يرفضون أن ينظر إليهم الغير بعين واحدة لا ترى واقعهم ولا تحاول أن تفهم ماضيهم. ترفض هذه الفئة أن ينظر إليهم الغير كأغنياء جهلة، ولكنهم يقبلون بأن ينظروا لغيرهم كأغبياء محتاجين!.
بعد أحداث باريس الأخيرة المؤسفة عبَّر الكثير من المسلمين عن براءة الإسلام من أفعال داعش كما فعلوا سابقاً مراراً وتكراراً. وأعجبني قول قرأته لأحدهم يأسف فيه لما حدث في فرنسا، ويعلق حول البعض ممن يحاولون جاهدين ليؤكدوا "للآخرين" بأن المسلمين ليسوا إرهابيين. وبحسب كلامه إذا اعتقد هؤلاء أن المسلمين الذين يزيد عددهم عن مليار فرد إرهابيون فهذه مشكلتهم وليست مشكلة المسلمين، لأن اعتقادهم وفكرتهم المسبقة تدل عن جهل وتعصب ورفض للعقل والمنطق، فهم لا يعرفون و لا يريدون أن يعرفوا . وهذه صفات من يوزعون الكارنيهات المليئة بالصفات "المختارة من قبلهم" لأي طائفة من الناس دون أن يسألوهم أو يحاولوا معرفتهم أولاً. هم ببساطة، كما قلت، يعرفون و لا يريدون أن يعرفوا.
تشكَّلت نظرتي من جديد نحو الفلبينيين بعد قراءتي لرواية الكويتي سعود السنعوسي "ساق البامبو"، لا أعرف لو كانت نظرتي الجديدة شخصية أو عاطفية، ولكني شعرت بأني أفهمهم وأقدرهم أكثر، خاصة بعد قراءتي لتاريخ الفلبين ونضالات رجاله.
سُميت الفلبين، لمن لا يعرف، نسبة إلى الملك الإسباني فيليب الثاني، وهي من أكبر الدول المصدرة لعمال الملاحة البحرية عالمياً، وقد كانت تُعتبر ثاني أغنى بلد في شرق آسيا بعد الحرب العالمية الثانية ليتدهور اقتصادها بعد ذلك في عهد الديكتاتور فرديناند ماركوس.
ومن الفلبين إلى الهند، يستخف الكثير بقدرة "الدولة الديمقراطية الأكثر ازدحاماً بالسكان في العالم" بحسب الإحصاءات. ومن رحم الهند، خرج الرؤساء التنفيذيون لأقوى وأكبر شركات العالم مثل جوجل ومايكروسوفت وبيبسي وماستر كارد! وهذا ليس بغريب على دولة حاربت الاستعمار وانتصرت، والآن تملك واحدة من أقوى اقتصادات وجيوش العالم.
بالنسبة للكثير من الناس، التصنيفات والأفكار المعلبة مسبقاً كوجبة سريعة هي كل ما يملكون تقديمه، فتجدهم يعلقون حتى بخصوص الصينيين فيتندرون حول أشكالهم وصعوبة التفريق بينهم للتشابه الظاهر! ويضربون بتاريخهم وحاضرهم ومخططاتهم المستقبلية عرض الحائط! وكأن كل ما يهم هو ما يعرفونه عنهم ويتوقعونه منهم! هؤلاء أنفسهم يرفضون أن ينظر إليهم الغير بعين واحدة لا ترى واقعهم ولا تحاول أن تفهم ماضيهم. ترفض هذه الفئة أن ينظر إليهم الغير كأغنياء جهلة، ولكنهم يقبلون بأن ينظروا لغيرهم كأغبياء محتاجين!.
بعد أحداث باريس الأخيرة المؤسفة عبَّر الكثير من المسلمين عن براءة الإسلام من أفعال داعش كما فعلوا سابقاً مراراً وتكراراً. وأعجبني قول قرأته لأحدهم يأسف فيه لما حدث في فرنسا، ويعلق حول البعض ممن يحاولون جاهدين ليؤكدوا "للآخرين" بأن المسلمين ليسوا إرهابيين. وبحسب كلامه إذا اعتقد هؤلاء أن المسلمين الذين يزيد عددهم عن مليار فرد إرهابيون فهذه مشكلتهم وليست مشكلة المسلمين، لأن اعتقادهم وفكرتهم المسبقة تدل عن جهل وتعصب ورفض للعقل والمنطق، فهم لا يعرفون و لا يريدون أن يعرفوا . وهذه صفات من يوزعون الكارنيهات المليئة بالصفات "المختارة من قبلهم" لأي طائفة من الناس دون أن يسألوهم أو يحاولوا معرفتهم أولاً. هم ببساطة، كما قلت، يعرفون و لا يريدون أن يعرفوا.
جواهر محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق