الاثنين، 16 يوليو 2018

كل شيء لن يكون على ما يرام

ستأتي أيام شاحبة، بلا ألوان، وأيام بلا طعم، وأيام بأنفاس سلبية، كشريط أخبار لا يتوقف. وذلك أمر لا مفر.
وستحل أيام مشمسة وطازجة، مليئة بالضحكات والبالونات، وأيام مصحوبة بأكواب الأصدقاء وأغاني الجدات المريحة، وأيام تسند بها رأسك إلى كتف من تحب دون أن تسمع أصوات القلق أو الخوف أو الإجهاد أو الغضب. وهذه الأيام نادرة، ولا تحدث لحظاتها للجميع، فالبعض يقتلها بالتفكير وبدونه.
أوقاتنا السيئة مثل أوقاتنا الجيدة. هي ملكنا. نحن من يتحكم بها. إن أردنا أن يصبح كل شيء على ما يرام، فذلك بيدنا وحدنا لا بيد الوقت ومن حولنا. طريقة نظرنا إلى ما يحصل لنا هو ما يحدد مصيرنا ومصير سعادتنا. وأكبر دليل على ذلك، عندما يحصل شيء سيء لنا، يتبعه شيء جيد. عندها لن يكون كل شيء على ما يرام، إن كنا لا نزال نفكر ونقيم الأمر السيء. ولن يعني الأمر الجيد أي شيء لنا.
سيكون كل شيء على ما يرام، عندما نتقبل كل ما يحصل لنا في حياتنا، ولا أعني هنا أن نخضع لأحداث حياتنا، بل أن نخضعها لنا عن طريق تقبلها، ومن ثم التعامل معها كما ينبغي. إن كان حدثاً جيداً، نقبله ونستحقه ونحمد الرب عليه، وإن كان سيئاً أو مؤلماً، نقبله ونستسلم لمشاعرنا الوقتية، لنخرج بعدها بحلول تساعدنا على المضي قدماً، دون جعل هذا الحدث محور حاضرنا أو مستقبلنا.
كل شيء سيكون على ما يرام، عندما نستيقظ من غفلة التفكير الدائم، الذي يمنعنا عن النوم أحياناً. عندما لا نغرق في دوامة التيه العميقة. عندما لا نسلم الراية لعقلنا طوال اليوم. ونمنح مشاعرنا فرصة التعبير عن أنفسنا لأنفسنا في أوقاتنا السيئة قبل الجيدة.
كل شيء سيكون على ما يرام، عندما نؤمن ونتقبل أن كل شيء لن يكون على ما يرام طوال الوقت أو حتى في النهاية.


جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...