(١)
التكنولوجيا امتصت بطريقة أو أخرى الجيل الجديد، ابتداءً بالأطفال الذين لم يعد اهتمامهم ينصب سوى على الألعاب الإلكترونية، أو مشاهدة التلفاز، أو اليوتيوب. هذا هو الواقع الذي أكدته شركة الألعاب الشهيرة «Toys R Us» التي أغلقت هذا الشهر جميع فروعها في الولايات المتحدة الأميركية، كي تضع حداً لخساراتها المتتالية التي أدت إلى وقوعها في ديون تبلغ أكثر من 5 بلايين دولار أميركي. والوضع لا يختلف كثيراً بالنسبة لمواليد 2000 ومن قبلهم المسمين بجيل الألفية، أو جيل «الواي فاي». هذه الأجيال تعامل معلومات الويكيبيديا أمراً مسلماً به، تقارع من يحاججهم بها. وهذا الانغماس في التكنولوجيا يترك أثره على المعلم خاصة، الذي يشعر بأن دوره تم تقليصه إلى حد كبير نتيجة وسائل إلكترونية وذكية، قد يقدرها طلابه أكثر منه.
(٢)
في الماضي، كانت أسوأ كوابيس المعلم الطالب المشاغب. اليوم، أسوأ كابوس يمر على المعلم هو الطالب المشاغب الملوّح بهاتفه الذكي في الفصل.
(٣)
التكنولوجيا -مع حفظ مزاياها ومآثرها- تشتت الطالب. ومع وجود المعلومات الهائلة على الإنترنت حول أصغر وأكبر الأمور، من كيفية تبديل إطار سيارة، وحتى معرفة اسم ثاني شخص مشى على سطح القمر، قد يعتقد الطالب بأنه في غنى عن المعلم ودروسه. وفي رأيي هذا ما يكبر دور المعلم لا ما يصغره، فالطالب في حاجة إلى من يرشده في زحام المعلومات وصراخ نقاشات الإنترنت التي غالباً لا يسمع فيها الأشخاص بعضهم البعض. الطلبة لا يزالون في حاجة إلى المعلم، لا الدروس الإلكترونية في الدورات السريعة Crash Courses التي قد يبقى منها في الذاكرة ما قلّ ودلّ، ويُمحى منها ما كثر في المعنى والكم. ما زلنا في حاجة إلى المعلمين الذين نقدر على مناقشتهم والتفاعل مع ردة فعلهم، المعلمين القادرين على تصويب أخطائنا، والتراجع عن أخطائهم، إن وُجدت.
(٤)
التكنولوجيا لم تكن يوماً سيئة، ولكننا نحن من فهمها واستخدمها بشكل سيء، كي تخدم رؤيتنا وأهدافنا. هدفنا في الوصول السريع إلى مبتغانا، وإن كان بالخروج من المدرسة أو الجامعة، رغم قلة العلم والخبرة، فظن الكثير بأن الخبرة تعلمها الحياة، والعلم يؤخذ من التكنولوجيا وأدواتها، والحقيقة أن الشخص إن لم يمتلك إحدى الاثنين (العلم أو الخبرة) سيسقط لا محالة في اختبار الحياة. ولا يكفي الاستشهاد بستيف جوبز أو بيل غيتس، فكلاهما تركا الجامعة، وابتدآ مشوارهما بخبرة تعادل خبرات من تخرج في الجامعة قبلهما.
(٥)
الكِبر والتعجرف، هو أسوأ ما يواجهه هذا الجيل، لا الروبوتات والتكنولوجيا، كما يظن إيلون مسك.
التكنولوجيا امتصت بطريقة أو أخرى الجيل الجديد، ابتداءً بالأطفال الذين لم يعد اهتمامهم ينصب سوى على الألعاب الإلكترونية، أو مشاهدة التلفاز، أو اليوتيوب. هذا هو الواقع الذي أكدته شركة الألعاب الشهيرة «Toys R Us» التي أغلقت هذا الشهر جميع فروعها في الولايات المتحدة الأميركية، كي تضع حداً لخساراتها المتتالية التي أدت إلى وقوعها في ديون تبلغ أكثر من 5 بلايين دولار أميركي. والوضع لا يختلف كثيراً بالنسبة لمواليد 2000 ومن قبلهم المسمين بجيل الألفية، أو جيل «الواي فاي». هذه الأجيال تعامل معلومات الويكيبيديا أمراً مسلماً به، تقارع من يحاججهم بها. وهذا الانغماس في التكنولوجيا يترك أثره على المعلم خاصة، الذي يشعر بأن دوره تم تقليصه إلى حد كبير نتيجة وسائل إلكترونية وذكية، قد يقدرها طلابه أكثر منه.
(٢)
في الماضي، كانت أسوأ كوابيس المعلم الطالب المشاغب. اليوم، أسوأ كابوس يمر على المعلم هو الطالب المشاغب الملوّح بهاتفه الذكي في الفصل.
(٣)
التكنولوجيا -مع حفظ مزاياها ومآثرها- تشتت الطالب. ومع وجود المعلومات الهائلة على الإنترنت حول أصغر وأكبر الأمور، من كيفية تبديل إطار سيارة، وحتى معرفة اسم ثاني شخص مشى على سطح القمر، قد يعتقد الطالب بأنه في غنى عن المعلم ودروسه. وفي رأيي هذا ما يكبر دور المعلم لا ما يصغره، فالطالب في حاجة إلى من يرشده في زحام المعلومات وصراخ نقاشات الإنترنت التي غالباً لا يسمع فيها الأشخاص بعضهم البعض. الطلبة لا يزالون في حاجة إلى المعلم، لا الدروس الإلكترونية في الدورات السريعة Crash Courses التي قد يبقى منها في الذاكرة ما قلّ ودلّ، ويُمحى منها ما كثر في المعنى والكم. ما زلنا في حاجة إلى المعلمين الذين نقدر على مناقشتهم والتفاعل مع ردة فعلهم، المعلمين القادرين على تصويب أخطائنا، والتراجع عن أخطائهم، إن وُجدت.
(٤)
التكنولوجيا لم تكن يوماً سيئة، ولكننا نحن من فهمها واستخدمها بشكل سيء، كي تخدم رؤيتنا وأهدافنا. هدفنا في الوصول السريع إلى مبتغانا، وإن كان بالخروج من المدرسة أو الجامعة، رغم قلة العلم والخبرة، فظن الكثير بأن الخبرة تعلمها الحياة، والعلم يؤخذ من التكنولوجيا وأدواتها، والحقيقة أن الشخص إن لم يمتلك إحدى الاثنين (العلم أو الخبرة) سيسقط لا محالة في اختبار الحياة. ولا يكفي الاستشهاد بستيف جوبز أو بيل غيتس، فكلاهما تركا الجامعة، وابتدآ مشوارهما بخبرة تعادل خبرات من تخرج في الجامعة قبلهما.
(٥)
الكِبر والتعجرف، هو أسوأ ما يواجهه هذا الجيل، لا الروبوتات والتكنولوجيا، كما يظن إيلون مسك.
جواهر محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق