الأربعاء، 18 مايو 2022

شباب المستقبل

 

 

جيل شباب المستقبل.. كيف حالكم؟ هل ما زلتم على عهد الأصدقاء؟ هل كبر أخيكم الصغير و لم يعد صغيراً؟ هل هزمتم الرعد أم أن الرعد هزمكم؟ هل ما زلتم تغنون: "يأتي يوم.. يُطوى يوم.. يغدو ماضٍ أو خيال.. ماذا أريد.. ماذا أصير؟ هذا هو السؤال!"؟ ماذا فعلتم في هذا العالم أو على الأرجح ماذا فعل العالم بكم!

عندما أُفكر في طفولة جيل الألفية، أبرز ما يخطر في بالي هو أغاني قناة سبيستون التي كانت تُعدها للرسوم المتحركة. كانت أغاني قوية، لها معانيها.. مداخلها و قفلاتها.. لا يمكنك التحرر منها بسهولة و لا يمكنك سوى أن تغني معها في كل مرة تُعرض على الشاشة! و لربما و لهذا السبب لا تزال رشا رزق تُلاحق في حفلاتها من قبل شباب في الثلاثينات من عمرهم، كي تغني شارة بداية القناص و أنا و أخي!

هذه الأغاني هي التي شكلت وعي جيل الألفية الذين كانوا يغنون بحماس: "شرف الوطن أغلى منا ومن ما قد يجول بفكرنا في أي زمن!". و من ثم نغني بحب لأمهاتنا: "أنت الأمان.. أنت الحنان.. من تحت قدميك لنا الجنان.. عندما تضحكين.. تضحك الحياة.. تزهر الآمال في طريقنا.. نحس بالأمان!".

كنا نشعر بما نشاهده كأطفال و كان له معنى و قيمة، و كنا نعرف ذلك. فهل يوجد ما يشابه هذه الأغاني و الرسوم المتحركة قيمة و معنى لجيل اليوم؟ هل لديهم بوصلة ترفيهية ترشدهم إلى الغايات و المعاني التي يجب أن يبحثوا عنها في هذه الحياة؟ قد يكون لهذه الرسوم المتحركة المُعتبرة وجود اليوم، و لكن هل يشاهدها الأطفال أم أن عيونهم ملتصقة بمقاطع فيديو اليوتيوب التافهة و برقصات التك توك؟! و من المُحاسب اليوم على قيمة ما يشاهده الأطفال؟ هل هي شركات الإنتاج و عدم قدرتها على التكيف مع متغيرات العالم الجديدة و نزوح الأطفال إلى الانترنت و ألعاب الفيديو و وسائل التواصل الاجتماعي؟ أم أن المسؤولية تقع على الوالدين و حرصهم على تتبع ما تقع عليه أنظار الأطفال؟ هل المشكلة اليوم في تدهور نوعية الرسوم المتحركة و جودة البرامج التي يشاهدها الأطفال أم أن أطفال اليوم لا يريدون أن يشاهدوا البرامج و الرسوم المتحركة البناءة؟ و كيف وصلنا إلى مرحلة رفض الأطفال مشاهدة ما ينميهم و يرسخ في داخلهم القيم و المعاني الثمينة؟! هذه بعض الأسئلة التي قد تساعدنا في الحفاظ على جيل اليوم.. فقد كبر جيل شباب المستقبل.. و نحتاج الآن الالتفات إلى الجيل الجديد من شباب المستقبل.

 

جواهر آل ثاني

صحيفة الشرق

المصدر


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...