الثلاثاء، 21 مارس 2023

فن المحادثة

 

 

الانطباع الأول مصيري. غالباً هو ما سيحدد طبيعة علاقتك مع الشخص أو المجموعة التي تقابلها. و الانطباع الأول مُكون من مزيج المظهر و المحادثة و لغة الجسد و تعابير الوجه و اليدين.. و أهم عنصر بينهم هو المحادثة.. طريقة حديثك مع الشخص أو المجموعة.

و المحادثة مهمة سواء أكانت مع شخص تقابله للمرة الأولى أو كنت مع مجموعة من أصدقائك أو وسط مؤتمر أو مع زملائك في الجامعة أو مع أحد أقرباء أصدقائك.

للمحادثة فن، عند اتقانه تسهل الحياة، و تُفتح الأبواب للمرء، فالدنيا علاقات، و كلما زادت علاقات المرء الاجتماعية تيسر وضعه!

في كتاب ١٢ قاعدة للحياة، يتكلم جوردان بي. بيترسون عن المحادثة، و كيف أنها تكون ناجحة عندما تكون غير مملة، فلا أحد يرغب في التحدث أو الاستماع إلى شخص ممل. و المحادثة المؤثرة هي التي تكون إما ممتعة أو حقيقية. المحادثة الممتعة هي التي تجعل الشخص الذي تحادثه يضحك أو يبتسم على وقع قصصك و أحاديثك أو نكتتك، أما المحادثة الحقيقية، فهي التي تسرد وقائع أو أحداث أو أحاديث أو قصص أو معلومات حقيقية تحصّلت عليها من مصدر موثوق. و تكون المحادثة حقيقية أيضاً عندما تكون عميقة المعنى.. بمعنى أنها قد تحتوي على بعض الفلسفة أو التفكر أو التأمل أو التعبير عما يختلج في النفس أو الروح.

إذاً، لتتقن فن المحادثة، يجب أن يكون حديثك ممتع أو حقيقي أو كلاهما معاً! و لكنك يجب أيضاً أن تكون مستمع جيد لمن أمامك و حولك. يجب أن تعطي غيرك مساحة في المحادثة للحديث، أو كما قال ديل كارنيجي: "لتكون متقناً لفن المحادثة، يجب أن تكون مستمع جيد. و لتكون مثيراً للاهتمام يجب أن تكون مهتماً بمن هو أمامك".

المتحدثين البارعين يضيئون الغرفة.. يجمعون الناس حولهم، و يسلبون تركيزهم دون أن ينتبهوا! من منا لا يرغب في أن يكون ذاك المتحدث الذي يتجمهر الناس حوله ليسمعوا ما يقوله؟ هذه ميزة لا يملكها الكثير، و من أهم الأشخاص الذين يمتلكون هذه الموهبة هو الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما المتحدث البارع مع الناس، سواء أكان ذلك من على منبر أو وجهاً لوجه معهم. موهبة أوباما ليست عصية على أحد.. هي لا تستلزم سوى التدريب على فن المحادثة و تمرس لغة الجسد و تعابير الوجه و اليدين.. ابدأ بالأولى و ستلحق بك الأخرى!

 

جواهر آل ثاني

صحيفة الشرق

المصدر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...