المؤكد هو أنني لم أصادف كل الخليجيين أو حتى العرب في لندن، لأنه لا يمكن جمعهم كلهم في مكان واحد أو مقابلتهم جميعهم، إلا بفعل قوة خارقة، وإن حدث ذلك فالأكيد أنهم لن يكونوا على طبيعتهم، كما رأيت بعضاً في الأيام الماضية.
كرهت ما رأيته من إسراف وتبذير يراه البعض واجباً، حتى يكتمل منظر الجاه والمكانة أمام أقرانهم، ممن يتكلمون نفس اللغة واللهجة قبل الأجانب!
كرهت عبث الشباب والمتشببين، ودورانهم كل ليلة في محاولة اصطياد الجنس الآخر!
كرهت الصورة التي رسمها الكثير من «البتروليين» في أذهان الغرب ثم لونوها بألوان الغباء والاستغفال!
كرهت استيقاظ البعض على مقاهي الشيشة في الظهيرة، وبقائهم فيها، إلى حين إغلاق المقهى ذاك أو المطعم، ليُعاد نفس الروتين اليوم التالي!
كرهت الكثير من التصرفات التي رأيتها، لأنها تعبر عن أخلاق أصحابها، وأصحابها يعبرون عن دولهم، وثقافاتهم، لكن ثقتي التي هُزت في الخليجيين استقرت محلها بعد اهتزازها، لأني أحببت!
أحببت ذاك الطفل الخليجي الذي داس على حذائي، وكان سيسقطني على وجهي، فاعتذر بسرعة وطلب العفو!
أحببت المرأة العجوز التي دخلنا أنا وعائلتي معها المصعد الكهربائي إلا أخي -لضيق المكان ولحيائه- فقالت له: ادخل معنا فأنا مثل أمك! لم ترد هذه الطيّبة أن تجعل أخي أكثر غربة في بلد غريب عنها.
أحببت الشباب الذين حملوا ودفعوا أمهاتهم على كراسيهم المتحركة في الهايد بارك.
أحببت النساء والرجال الذين حرصوا على ألا يبرحوا الوطن، إلا مع والديهم كي يردوا إليهم القليل من أفضالهم عليهم.
أحببت هذه الأفعال كثيراً حتى تضاءلت الأمور التي كرهتها، ولم تعد تهمني، لأني عرفت بأن الجيد يغلب السيئ في النهاية، ولا بد لليل العادات، وظلمة الأخلاق، أن ينجلي!
جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر
نُشر بتاريخ: 2012-07-05
كرهت ما رأيته من إسراف وتبذير يراه البعض واجباً، حتى يكتمل منظر الجاه والمكانة أمام أقرانهم، ممن يتكلمون نفس اللغة واللهجة قبل الأجانب!
كرهت عبث الشباب والمتشببين، ودورانهم كل ليلة في محاولة اصطياد الجنس الآخر!
كرهت الصورة التي رسمها الكثير من «البتروليين» في أذهان الغرب ثم لونوها بألوان الغباء والاستغفال!
كرهت استيقاظ البعض على مقاهي الشيشة في الظهيرة، وبقائهم فيها، إلى حين إغلاق المقهى ذاك أو المطعم، ليُعاد نفس الروتين اليوم التالي!
كرهت الكثير من التصرفات التي رأيتها، لأنها تعبر عن أخلاق أصحابها، وأصحابها يعبرون عن دولهم، وثقافاتهم، لكن ثقتي التي هُزت في الخليجيين استقرت محلها بعد اهتزازها، لأني أحببت!
أحببت ذاك الطفل الخليجي الذي داس على حذائي، وكان سيسقطني على وجهي، فاعتذر بسرعة وطلب العفو!
أحببت المرأة العجوز التي دخلنا أنا وعائلتي معها المصعد الكهربائي إلا أخي -لضيق المكان ولحيائه- فقالت له: ادخل معنا فأنا مثل أمك! لم ترد هذه الطيّبة أن تجعل أخي أكثر غربة في بلد غريب عنها.
أحببت الشباب الذين حملوا ودفعوا أمهاتهم على كراسيهم المتحركة في الهايد بارك.
أحببت النساء والرجال الذين حرصوا على ألا يبرحوا الوطن، إلا مع والديهم كي يردوا إليهم القليل من أفضالهم عليهم.
أحببت هذه الأفعال كثيراً حتى تضاءلت الأمور التي كرهتها، ولم تعد تهمني، لأني عرفت بأن الجيد يغلب السيئ في النهاية، ولا بد لليل العادات، وظلمة الأخلاق، أن ينجلي!
جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر
نُشر بتاريخ: 2012-07-05
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق