الأربعاء، 25 يوليو 2012

الفاروق.. في رمضان

أصدر مسلسل عمر، الذي يدور حول قصة عمر بن الخطاب، الكثير من الضجة قبل أسابيع طويلة من عرضه، أي الكثير من الدعاية، فحتى الدعاية السيئة هي دعاية أولاً وأخيراً، وأقول سيئة، لأنه صدر حول المسلسل الكثير من اللغط والفتاوى وأحكام التحريم التي ذكر أصحابها تبريراتهم.
مما قالوه كان: «يجب منع عرض المسلسل لأن بعض الممثلين والممثلات فيه غير حسني السمعة». هل المسلسل عن الممثلين أم عن الفاروق؟ ولنفرض أننا أتينا بممثلين حسني السمعة والسيرة، هل سيُجاز بعد ذلك عرض المسلسل؟
قالوا أيضاً: «يجب منع عرض المسلسل لأنه قد يسيء إلى صورة الفاروق ويشوه تاريخه». وهل يجوز الحكم على المسلسل دون مشاهدته! هل يجوز الحكم على أي شيء دون تجربته؟
قالوا أيضاً: «لا يجوز تجسيد صورة الفاروق». ولا أعرف حديثاً شريفاً أو آية قرآنية تحرم ذلك! ثم ماذا عن فيلم الرسالة والحسن والحسين وخالد بن الوليد وكل الصحابة الذين تم تجسيدهم في مسلسلات سابقة؟! هل استجد التحريم؟ أم أن حملة الهجوم هذه استهدفت مسلسل عمر بالذات لأسباب غير المصرح بها؟!
عمر بن الخطاب الخليفة الراشدي المبشر بالجنة، صاحب الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، من أعظم رجال تاريخنا الإسلامي، ومن المؤسف عدم معرفة الكثير من الأجيال الحاضرة به، إما لأنها لا تقرأ أو لأنها غير مستعدة لذلك. فليكن إذن المسلسل باباً لهم لدخول حياة الفاروق والاطلاع على عبقريته، وليكن حكمنا على المسلسل بعد عرضه.

خاتمة:
مهم جداً أن نتذكر الأحداث التي حدثت في الأسابيع الماضية في الوطن العربي، من مجازر النظام السوري وتقدم للجيش الحر في سوريا، وحراك سياسي في مصر، وانتخابات في ليبيا، وغيره كثير، ونذكرها هنا لأن البعض ترك هذه الأحداث الرئيسة وركز على الأحداث الثانوية، ومنها مسلسل عمر، الذي يبقى في النهاية -مهما كثرت أسباب تحريمه وجوازه- مسلسلاً جُله تمثيل وممثلون!
يجب علينا أن نعطي الأهمية للأولويات، ونترك ما دون ذلك لمن يشاء.



جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر
نُشر بتاريخ: 2012-07-19

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...