الخميس، 20 سبتمبر 2012

في ذكرى 11 سبتمبر

(1)
في ذكرى ١١ من سبتمبر، نشر كارهون للإسلام مقاطع من فيلم مسيء للرسول-عليه أفضل الصلاة والسلام- على اليوتيوب كي يسيئوا لصورة الإسلام والمسلمين، فساعدهم المسلمون على ذلك!
-كيف ساعدوهم؟!
-ساعدوهم بردود أفعالهم العنيفة التي طالت الناس والسفارات والمحلات التجارية والمطاعم وحتى المواقع الإلكترونية مثل اليوتيوب، الذي أغلقته دول إسلامية لأجل غير مسمى كي تمنع مواطنيها من مشاهدة الفيلم!
وفي غمرة ردة الفعل، نسينا بأننا نثبت ما بثه الفيلم، وهو أن المسلمين يقاتلون بوحشية كل من وما «يختلف معهم»! وغاب عن البال أهم شيء، وهو أن الرسول الكريم رغم كل الإساءات التي وجهت له في حياته إلا أنه لم يسئ أبداً إلى أحد أخطأ في حقه!
(2)
في ذكرى ١١ من سبتمبر، انتفضت الشعوب العربية وأقامت الاحتجاجات مقابل السفارات الأميركية من أجل فيلم أساء للرسول الكريم، ولم تفعل الشيء نفسه من أجل فلسطين أو شعب سوريا الأعزل الذي يواجه نظامه المجرم المسلح يومياً! وأنا أقلل هنا من حجم الفيلم وليس من حجم إساءته، فالرسول عندي أفضل من كل الأمم مجتمعة، ولكن الاحتجاج من أجل أي فيلم يحقق له الدعاية والرواج، أي يؤثر عليه إيجابياً، خاصة إذا كان فيلماً ساذج الحوار والإخراج، وفاشلاً من ناحية الإنتاج والتمثيل، كهذا، فهذه الأفلام ينساها التاريخ ما لم يوجه الناس الضوء عليها، ونحن قد صببنا كل الضوء على هذا الفيلم! وكنت أتمنى لو أننا روجنا للقضية السورية بدلاً لفيلم لا يرقى حتى لمرتبة الأفلام، فهذا ما كان سيفعله الرسول الكريم في توقعي!
( 3)
في ذكرى ١١ من سبتمبر قُتل السفير الأميركي في ليبيا بعد استهداف سفارته بصاروخ بينما هي محاطة بالمتظاهرين!
( ٤ )
في ذكرى ١١ من سبتمبر تذكر العالم بأن المسلمين ما زالوا متطرفين!
(5)
نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي خبر إرسال الولايات المتحدة الأميركية لسفينتين حربيتين وطائرات بدون طيار إلى ليبيا للتعامل مع أي اعتداء يستهدف مصالحها مرة أخرى هناك. هذا الخبر جعلني أتذكر هجمات سبتمبر في ٢٠٠١ على مركز التجارة العالمي، التي ضغطت الزناد الأميركي ليطلق رصاصه باتجاه العراق، البلد الغني تحت الأرض وفوق الأرض، ثم جعلني أتساءل ببراءة: «هل يكون الهجوم على السفارة الأميركية في ليبيا بداية «تدخل» أميركي في ليبيا البلد «النفطي»؟».
وأخيراً:
كان من الممكن أن يمر ١١ سبتمبر ككل الأعوام السابقة الأخيرة، لولا هجومنا العنيف على الفيلم الهزيل والمسيء لأشرف الخلق، محمد بن عبدالله، فكان من الأجدر أن تكون ردة فعلنا على شكل احتجاج سلمي ضد الفيلم وإساءاته التي لا تُغطيها مظلة حرية التعبير، بالإضافة إلى اتخاذ موقف دولي، حازم وقانوني ضد الفيلم والمسؤولين عنه، فذلك كان ليكون رادعاً لهم ولمن سيتجرأ بعدهم على اتباع نفس الخطى!


جواهر بنت محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر

هناك تعليق واحد:

  1. بصراحة الواحد نادر قوى لما يلاقى مدونة او موقع يستفيد مهم بشكل كبير
    اشكرك على اسلوبك وطريقتك فى الكتابة ، وكمان مدونتك ذوقها جميل جدا
    وتتمتع بالسهولة والبساطة فى التصفح وبها مجموعة من المواضيع الرائعة والمفيدة

    ردحذف

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...