الخميس، 13 سبتمبر 2012

متى يتحرك العرب؟!

كان لهجمات سبتمبر عام ٢٠٠١ على مركز التجارة العالمي ردة فعل قوية، حُسبت كلها ضد مصلحة العالم العربي والإسلامي خاصة، وكان أحد آثارها غزو أميركا للعراق في ٢٠٠٣.
الآن وبعد أكثر من عشر سنوات على تلك الهجمات، لا تزال الاعترافات والشهادات تتوالى من أميركيين عملوا في دوائر مختلفة وحساسة في جسد النظام الأميركي، يقول مجملها إن أميركا علمت عن عملية إرهابية ستجري على أرضها، وبالأخص عملية خطف طائرة وتفجير لمبنى مهم -أي مركز التجارة العالمي- لكنها تغافلت عن هذه المعلومات المهمة والتحذيرات التي جاءتها من أكثر من مصدر، فلم تحتط أو تهتم، كما إن بعض الشهادات تقر بأن أميركا تخطط لغزو العراق منذ عام ٢٠٠١!
كل المعلومات السابقة ليست مهمة لأنها جاءت متأخرة عن الحدث و»الطيور طارت بأرزاقها» كما يقولون، ولكن المهم هنا هو التشديد على أن الفعل -الهجمات- تم بإرادة إدارة بوش، وإن كان بأيد أجنبية، وردة الفعل -الخاضعة تحت مسمى محاربة الإرهاب- كانت بأيد أميركية، كما أن الغزو الأميركي للعراق كان معداً له منذ سنوات سابقة للعام ٢٠٠٣، بحسب ما تقوله نفس المعلومات، وبغض النظر عن جوهر «الفعل» و»ردة الفعل» اللذين أحاربهما ولا أدعو إليهما، إلا أنهما صبّا في مصلحة الإدارة الأميركية، ومن أجل ذلك خططت لهما الإدارة جيداً، مما يجعلني أتساءل: «متى يتحرك العرب؟! متى يبدؤون التخطيط والاستثمار اللذين يقودان إلى أفعال وردود أفعال، تفيدهم وتفيد العالم؟! متى يضعون مصالحهم -كشعب ودولة- أولاً قبل أن يفكروا في مصلحة دولة أخرى قد تتخلى عنهم في أول أزمة؟! متى نرى الأفعال في العالم العربي لا الردود فقط التي تكون عبارة عن اجتماعات ومباحثات لا تنتهي إلى شيء، في معظم الأحيان، وإن انتهت إلى شيء تكون متأخرة دائماً؟».
العالم العربي بلا خارطة سياسية واجتماعية واقتصادية واضحة، ترشد العرب عبر السنين القادمة، وهذا ما يجعلني أتخيل الوطن العربي كإنسان واقف بلا عمل، لا يصافح إلا إذا مد الرجل الآخر يده، ولا يُسلم إلا إذا بدأ غيره بالسلام، ولا يجلس إلا إذا دُعي للجلوس، حتى وإن كان ذلك في مجلسه! ولكي يصبح الوطن العربي فعّالاً، يجب أن نبدأ التخطيط لمستقبل بلداننا، وأن نستثمر في أبنائنا وأوطاننا كي يكون لنا في الأيام المقبلة فعل وردة فعل، وليس الأخيرة، فقط!


جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...