الخميس، 6 سبتمبر 2012

سنة أولى صحافة!

في مثل هذا اليوم، السادس من سبتمبر من السنة الماضية، نُشر أول مقال لي في صحيفة «العرب» القطرية، أي إني في هذا اليوم أُكمل سنة كاملة من الكتابة الأسبوعية -غير المنقطعة- في أقدم صحيفة وُجدت في قطر، ولله الحمد! وهذا بلا شك إنجاز لي، كما أتمنى أن يكون إضافة -ولو صغيرة- لصحيفة عزيزة علي وعلى القطريين.
أكملت أول سنة لي في مدرسة الصحافة والصحف بعدما تبنتني أسرة «
العرب»، وائتمنني الأستاذ الكريم أحمد بن سعيد الرميحي -رئيس التحرير- على زاوية في الصحيفة، لتصبح أولى خطواتي الرسمية في صحيفة «العرب». وفي هذه السنة الطويلة والمحمومة بعد الثورات العربية، بدأ مشواري في الصحافة -لا الكتابة التي اعتدتها مذ سنوات- وأنا أواجه مواضيع كثيرة تمنيت الخوض في بعضها ونقاش بعضها الآخر، إلا أني لم أفعل، إما لحدوث موضوع أهم في نفس الأسبوع أو لكثرة تفاصيل وتشعب الموضوع الذي أريد طرحه، ورغم ذلك كان عاماً مثيراً على عقلي وقلمي، تعلمت منه أموراً كثيرة في أسابيعه الطويلة.
تعلمت أن أخطئ ثم أصيب، عندما لا أدافع عن خطئي بل عندما أدينه وأصححه، وأن خطئي مهما كان، هو محاولة في النهاية، إن نجحت، كنت لأسعد بها، وإن لم تصب، سأتعلم منها.
تعلمت أن المصدر هو سيف الصحافي، وبلا مصادر قوية يصبح الكاتب بلا حجة والناس بلا رحمة، ويحق لهم ذلك!
تعلمت أن رضا الناس عملة لا يمكن شراؤها، فحتى أطهر مقال عن السلام والحب قد يلقى معارضين ومستهزئين!
تعلمت أنه من واجب الكاتب متابعة الأخبار التي تحصل حوله وحول العالم، كي يكتب ما يخطر في باله وفي بال الكثير ممن لا يجيدون التعبير عما في داخلهم، فبعض الناس يتابعون كاتباً معيناً كي يسمعوا أصواتهم -لا صوته- من خلاله.
تعلمت أنه لا وجود لفرص من دون عمل، فالفرص تطرأ، فقط، بعد العمل والسعي وراءها.
علمت أن الكتابة إدمان منعش، وارتواء يجعل حامل القلم -بعد نفاده من وضع أفكاره- ينتشي.
علمتني الكتابة الكثير في عام كما أتمنى أن أتعلم أكثر في الأعوام المقبلة -بإذن الله- فمخاطبة الناس من أسبوع لأسبوع فرصة للكاتب كي يكون قلماً للمواطن الحر وعقلاً مفكراً يجري وراء العلم كما تجري عيونه باتجاه الضوء، وأهم شيء أن يستغل الكاتب قلمه من أجل الحق والناس ولا شيء دونهما، كي لا يسقط وتتساقط عليه أقلام الناس!


جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...