تشتهر اليابان بشايها الأخضر ذي النكهة الفريدة، والتي جعلت منه أنشودة وطنية متواجدة في كل بيت ويد، وبأشكال مختلفة، مرة على شكل آيس كريم، ومرة مدسوس في السوشي أو مقدم كصلصة على قطعة دجاج. ينافس الشاي الياباني، الشاي المغربي حاد الطعم والمقدم في مدن المغرب الجميلة ذات البيوت البيضاء. ومنها إلى الصن، إحدى أعظم دول العالم بتاريخها وتماسكها ككتلة واحدة طوال قرون سابقة، وصناعاتها السريعة والرخيصة والمنتشرة في كل مكان، إلى أميركا الجنوبية برقصاتها الخفيفة من سامبا البرازيل إلى رقصة التانغو الأرجنتينية. لكل مكان سمة خاصة وعامة بارزة.
وفي أوروبا من الوافل البلجيكي والساعات السويسرية والعطور الفرنسية، إلى الخيول العربية والكوفية والأهرامات في الشرق الأوسط، ليس لأي مما سبق ذكره اعتبار إلا في أماكن وجودها أو بعد الإتيان بها من مصدرها، ففي الهند مثلاً وبوليفيا والصين أهرامات أقدم من أهرامات مصر الثلاث خوفو وخفرع ومنقرع، إلا أنها تعتبر الأشهر في العالم، وتتميز بها مصر عن غيرها.
لكل مدينة ولكل دولة ولكل شعب ميزة وصفات يختلف بها عن غيره، سواء أكان ذلك طبيعة الأرض نفسها أو بما تحتويه من كنوز أو مزارات دينية أو آثار تاريخية، أو حتى بلون الشعب نفسه أو شكله أو ما يتميز به من صناعة أو مجال أجاده. كل شعب ودولة تختلف عن الأخرى وكل واحدة منها تختلف مائة مرة في داخلها وعن نفسها، ومع ذلك سواء أكان من نتحدث عنه هنديًا أو قطريًا أو أميركيًا أو بريطانيًا أو كينيًا تبقى الاحتياجات واحدة، والرغبات واحدة، والأحلام كثيرة. جميعهم يرغبون في العيش بكرامة واحترام وفي أمن، والاستمرار تحت مظلة الأمل، والأكل من عمل يدهم، وأن يحبوا ويكونوا محبوبين وأهم وأعظم شيء، ألا يتم نسيانهم!
نتذكر دائمًا فوارق الآخر وبما نختلف فيه عنه، وننسى ما يجمعنا وهو أكبر وأعظم، أيًا كانت اللغة والعرق والديانة والطائفة، فكلنا في النهاية تسعى بنا فطرتنا، بلا علم منا، نحو التجانس، فكيف لو علمنا حقًا بأن ذلك فعلاً هو ما نبتغيه وما نسعى وراءه بعلمنا وبدونه في أحيان كثيرة؟
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
وفي أوروبا من الوافل البلجيكي والساعات السويسرية والعطور الفرنسية، إلى الخيول العربية والكوفية والأهرامات في الشرق الأوسط، ليس لأي مما سبق ذكره اعتبار إلا في أماكن وجودها أو بعد الإتيان بها من مصدرها، ففي الهند مثلاً وبوليفيا والصين أهرامات أقدم من أهرامات مصر الثلاث خوفو وخفرع ومنقرع، إلا أنها تعتبر الأشهر في العالم، وتتميز بها مصر عن غيرها.
لكل مدينة ولكل دولة ولكل شعب ميزة وصفات يختلف بها عن غيره، سواء أكان ذلك طبيعة الأرض نفسها أو بما تحتويه من كنوز أو مزارات دينية أو آثار تاريخية، أو حتى بلون الشعب نفسه أو شكله أو ما يتميز به من صناعة أو مجال أجاده. كل شعب ودولة تختلف عن الأخرى وكل واحدة منها تختلف مائة مرة في داخلها وعن نفسها، ومع ذلك سواء أكان من نتحدث عنه هنديًا أو قطريًا أو أميركيًا أو بريطانيًا أو كينيًا تبقى الاحتياجات واحدة، والرغبات واحدة، والأحلام كثيرة. جميعهم يرغبون في العيش بكرامة واحترام وفي أمن، والاستمرار تحت مظلة الأمل، والأكل من عمل يدهم، وأن يحبوا ويكونوا محبوبين وأهم وأعظم شيء، ألا يتم نسيانهم!
نتذكر دائمًا فوارق الآخر وبما نختلف فيه عنه، وننسى ما يجمعنا وهو أكبر وأعظم، أيًا كانت اللغة والعرق والديانة والطائفة، فكلنا في النهاية تسعى بنا فطرتنا، بلا علم منا، نحو التجانس، فكيف لو علمنا حقًا بأن ذلك فعلاً هو ما نبتغيه وما نسعى وراءه بعلمنا وبدونه في أحيان كثيرة؟
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق