يموت شخص عزيز عليك، يسافر شخص قريب منك، يضيع منك حبك الحقيقي، تخسر عملك الذي تحبه، يبتعد عنك صديقك، لا تجد مكاناً يأويك، أو لقمة تضعها في فمك، أياً كان الموقف الذي وضعت نفسك فيه أو فاجأتك الحياة به، لا تجزع، وخذ مني حبة الحياة.
اقرأ أولاً إرشادات العلبة قبل أن تتناولها وبصوت عالٍ، علك تنجح في إقناع نفسك بابتلاعها مع كل آثارها الجانبية:
ابك قليلاً لو أردت، حتى لو كان ذلك على إيقاعات أغنية حزينة، أو وأنت تحاول مشاهدة فيلم يلهيك عن ما أصابك، فالفن لا يُفرغ طاقات صانعيه فقط، بل طاقات من يشاهده ويحتويه بحواسه أيضاً.
تذكر قيمك ومبادئك، وماذا يأمرك به دينك في موقف كهذا، والصبر وقت النسيان ووقت الذكر، وإن كان الصبر «عايز صبر لوحده»، كما غنت أم كلثوم.
تكلم مع من يهتم بك عند شعورك بالحزن أو الغضب، وخذ رأي من تثق به وبحكمه إن كنت في مشكلة.
حاول أن تشغل نفسك بأعمالك اليومية الروتينية عن مصابك، أو أن تملأ وقتك بجهد تبذله وأنت تبحث عن حل للمعضلة التي تواجهها.
بعد قراءتك للإرشادات، ابلع الحبة، فإن لم تمر عبر حلقك، ابلعها بفكرة أن الحياة تمضي والمشاكل تعبر، وأفعال اليوم تصبح ذكريات الأمس، وكل شخص ضرك سيرجع عليه الضرر، وكل شخص نفعك سيرجع عليه النفع يوماً من الأيام.
هل بلعتها؟ جيد، والآن استمتع بمفعولها المريح والمهدئ، ولمعلوماتك، حبة الحياة ليست كأي حبوب أخرى كالبندول، بل مفعولها دائم لو أُريد لها ذلك، وهذا بالتأكيد ما يريده أي شخص عانى من جرح، أو وقع في مصيبة ظن لوهلة بأنها بلا مخرج وبلا حل.
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق