يتعلم الناس من الحب سحرا و جنون و يتعلم الحب من الناس دروساً و فنون، ما يهم اكثر هو ان يتعلم العشاق من بعضهم البعض، لان هذا هو الحب و اصله و فصله. يبدأ الحب اما من بحار تعلم، او ميادين تطمئن، في كلا الحالتين تنطلق الرحلة بالاندهاش و المفاجاة و التعلم و التعليم، بعبارة اخرى يبدا شهر العسل الحقيقي. يزدهر الحب في مراحل لاحقة يتملل فيها المحبون او يتشاجرون و يكونون على وشك الفراق، لتكتمل بعدها حديقة القناعة و الود و الرحمة و الاعتياد. يتملك العشاق الان مفتاح حديقتهم السرية، فاما يتركونها لتجف و تذبل و تموت او يزورونها من انفسهم و لانفسهم حتى تكبر الحديقة و تكبر انفسهم و لكن ليس على حساب مشاعرهم.
حقيقة الحب لا يشرحها الادباء و لا يصفها الشعراء و لا يعرفها سوى من جرب في حياته ان يتنازل و ان يجازف كثيرا و احيانا بكل شيء، لا لكي يعرف في قرارة نفسه بانه يحب بل لكي يعلم حبه بما في قرارة نفسه من مجرات و نجوم و كواكب، تحمل احاسيسا واحدة و ان كانت باسماء مختلفة.
الحب لا يشرحه الادباء في رواياتهم و خيالاتهم ليس لان الكتب لن تسعه، بل لانه سيمر عبر الصفحات كالماء البارد، اذا لم يكن القارىء منتبه له.
الحب لا يصفه الشعراء في قصائدهم و عبر سجائرهم لان الدخان يعمي العيون في كثير من الاحيان و في احيان كثيرة يكون دخان بلا نار، فكما سمعت احد الشعراء يقول مرة: "ابقي على نفسي في حالة اشتياق و في ظيم و عذاب لكي يكون شعري افضل".
و الان قل لي، هل ستتنشق ما كتبته انا عبر ورق الجريدة و تثمل بتفاح الشعراء الاخضر، ام ستتبع صلوات العشاق وقت الفجر عندما يتعلق الامر بالحب؟
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق