(الأنصاف الأولى)
نعيش أنصاف حياة، مرتاحين وغير مرتاحين، سعداء وغير سعداء، خائفين وغير خائفين، غرقى في بعض الأحيان، وأبطالاً في أحيان أخرى، متوحشين تارة وأليفين تارة، وبين تارة وتارة يبرز معنى الإنسانية.
نحب لكن لا نكمل ما نبدؤه، وإن أكملناه كان كاللوحات الفنية المعلقة في المستشفيات، متشابهة وبلا طعم. نركض وراء العيش كي نعيش، والحياة أصلاً لا تحتاج إلى ركض بل إلى التفاتة وإطراقة. نستنزف صحتنا في العمل والمنبهات والتوتر والسهر والديون والسفر كي نحاول استعادة عافيتنا مجدداً. لا نشعر بالوقت الذي نضيعه بلا عمل إلا عندما لا يبقى لنا وقت لنضيعه. نتعلم كي نستلم شهادة لا تعني إلا أننا أخذنا قسطاً من العلوم في مدة معينة، وسنحتاج إلى غيرها من شهادات الحياة غداً. نتعبد كي نملأ فراغاً يعيش بنا ومعنا، فلا نفلح لأنها محاولات غير مخلصة. نأكل كي نشبع بطوننا بدل أن نغرف لعقولنا ونجمع لأرواحنا. نعمل من أجل مال ومناصب وأسماء، ومن ثم نعمل كي نحافظ عليها، وننسى معنى الاكتفاء. نسأل ومن ثم لا نقتنع، وإذا اقتنعنا وجدنا أنفسنا أمام أسئلة جديدة. نجاوب لنتحدى الأسئلة، فنحن نولد ونموت على أسرة من أسئلة، أكبرها الكون والحياة، وأصغرها دعاء من قلب مؤمن.
هكذا نحن، قاسون في العقوبة وقاسون في العفو، غارقون في الملذات وغارقون في الجشع، يتلذذ سمعنا بكلمة طيبة قيلت عنا، ويتلذذ سمعنا بكلمة سيئة قيلت عن غيرنا. هي أنصاف حياة ربما، ولكن يبقى التناقض الذي يعيشه بعضنا كاملاً كاكتمال البدر، ومزعجاً كشمس الظهيرة.
(الأنصاف الأخرى)
نعيش أنصاف حياة، في النصف الأول منها ندعي معرفة ما نريد مستعجلين النصف الآخر، وعندما يحل، نحنّ للأول ونرغب بأشياء وأمور أخرى خلاف الأولى، وبين النصف الأول والنصف الثاني تزدهر المشاعر والأحاسيس الإنسانية لتنجب لنا علوماً وفنوناً وجنوناً وأشياء أخرى كهذا المقال.
نعيش أنصاف حياة، مرتاحين وغير مرتاحين، سعداء وغير سعداء، خائفين وغير خائفين، غرقى في بعض الأحيان، وأبطالاً في أحيان أخرى، متوحشين تارة وأليفين تارة، وبين تارة وتارة يبرز معنى الإنسانية.
نحب لكن لا نكمل ما نبدؤه، وإن أكملناه كان كاللوحات الفنية المعلقة في المستشفيات، متشابهة وبلا طعم. نركض وراء العيش كي نعيش، والحياة أصلاً لا تحتاج إلى ركض بل إلى التفاتة وإطراقة. نستنزف صحتنا في العمل والمنبهات والتوتر والسهر والديون والسفر كي نحاول استعادة عافيتنا مجدداً. لا نشعر بالوقت الذي نضيعه بلا عمل إلا عندما لا يبقى لنا وقت لنضيعه. نتعلم كي نستلم شهادة لا تعني إلا أننا أخذنا قسطاً من العلوم في مدة معينة، وسنحتاج إلى غيرها من شهادات الحياة غداً. نتعبد كي نملأ فراغاً يعيش بنا ومعنا، فلا نفلح لأنها محاولات غير مخلصة. نأكل كي نشبع بطوننا بدل أن نغرف لعقولنا ونجمع لأرواحنا. نعمل من أجل مال ومناصب وأسماء، ومن ثم نعمل كي نحافظ عليها، وننسى معنى الاكتفاء. نسأل ومن ثم لا نقتنع، وإذا اقتنعنا وجدنا أنفسنا أمام أسئلة جديدة. نجاوب لنتحدى الأسئلة، فنحن نولد ونموت على أسرة من أسئلة، أكبرها الكون والحياة، وأصغرها دعاء من قلب مؤمن.
هكذا نحن، قاسون في العقوبة وقاسون في العفو، غارقون في الملذات وغارقون في الجشع، يتلذذ سمعنا بكلمة طيبة قيلت عنا، ويتلذذ سمعنا بكلمة سيئة قيلت عن غيرنا. هي أنصاف حياة ربما، ولكن يبقى التناقض الذي يعيشه بعضنا كاملاً كاكتمال البدر، ومزعجاً كشمس الظهيرة.
(الأنصاف الأخرى)
نعيش أنصاف حياة، في النصف الأول منها ندعي معرفة ما نريد مستعجلين النصف الآخر، وعندما يحل، نحنّ للأول ونرغب بأشياء وأمور أخرى خلاف الأولى، وبين النصف الأول والنصف الثاني تزدهر المشاعر والأحاسيس الإنسانية لتنجب لنا علوماً وفنوناً وجنوناً وأشياء أخرى كهذا المقال.
جواهر بنت محمد بن عبدالرحمن آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق