الخميس، 9 أبريل 2015

لماذا أيدت الأغلبية عاصفة الحزم؟

تدفق الدم الذي سرى في الجسد الخليجي، ومن ثم العربي والإسلامي، شاهد العالم سماكة عروقه. السكوت وغض البصر بعد محاولات الصلح والمفاوضات في اليمن، لم تعد كافية بعد تعطش الحوثي للسلطة ورغبته في أن يكون رجل اليمن الأول، ورغبة علي عبدالله صالح في أن يكون رجلها الأخير، ومع ذلك أكدت دول تحالف عاصفة الحزم مراراً وتكراراً ومنها قطر، أنها ستسعى نحو الحلول السلمية في اليمن، لا لثقتهم بالتزام الحوثي ومواليه بها، ولكن حفاظاً على اليمن وأهله، وكما قال وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير سعود الفيصل: «لسنا دعاة حرب، ولكن إذا قُرعت طبولها فنحن جاهزون لها!».
عاصفة الحزم، كانت نتيجة رياح الحوثي السريعة والمتخبطة في اليمن، منذ انقلابه على رئيسه ورئيس اليمن الشرعي عبد ربه هادي، وحتى تعاونه مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الذي أعلن رغبته المجنونة في «تدمير كل ما هو جميل في اليمن» على حد تعبيره، وصدق إعلانه بتعاونه حتى مع عناصر القاعدة ضد الوطن الذي قضى فيه عمره وسرق أمواله المقدرة بالمليارات لمدة تزيد عن ثلاثين سنة، فيما يعيش الملايين من اليمنيين في فقر شديد وظروف صعبة. الحوثي ليس أفضل من صالح، فالأول أيضاً حال دون وصول بعض المساعدات الإنسانية لشعب اليمن، وكان ذلك قبل أن تبدأ حتى عمليات عاصفة الحزم!
تؤكد دول تحالف عاصفة الحزم على الحوار الجدي والحلول السلمية «الحقيقية» إن وُجدت من قبل الحوثي ومواليه، وتؤكد أيضاً على إعادة بناء اليمن مستقبلاً، عندما تتحقق الأهداف منها بعودة سلطات اليمن الشرعية لأصحابها وعودة استقراره وأمنه واستقلاله عن أي دولة خارجية تحرص على بث أصابع الفتن وعناصر التحكم فيه، هذه نية دول التحالف الحسنة، والتي جمعت من ورائها تأييد شعوبها لعملياتها، حتى لا ينزلق اليمن، مثلما انزلق العراق وسوريا من قبله! هل عرفتم الآن سبب إجماع أكثرية الشعوب العربية والإسلامية على عاصفة الحزم؟ فقد الكلام سجعه وبلاغته بعد سقوط الدول العربية واحدة تلو الأخرى في حفر الفوضى والإرهاب والحروب والظروف القاسية، حتى أصبح الواقع، نجاتك من حفرة لا تعني سلامتك من الحفرة التي تليها. إلى أن جاءت عاصفة الحزم في منتصف ليلة غيرت وستغير الكثير من الخطط، ومنها خطط أناس عاديين ناموا على أساس أن اليوم التالي يشبه الأمس، فأخطؤوا، وحمدوا الرب على خطئهم لأن شيئاً في العروق انتفض، وشعروا بأن واقع اليمنيين سيتغير اليوم لأن قياداتهم عملت شيئاً ولم تقف بلا حيلة أمام ما يحصل حولها. وأن هذا ممكن أيضاً في سوريا والعراق وليبيا ومصر، وإن كان بطرق أخرى.
هي فقط بارقة أمل يا سادة! وإن كانت في نهاية النفق، فهذا لا يمنعنا من إشعال مصابيح النفق حتى نصل إلى آخره!



جواهر بنت محمد آل ثاني

صحيفة العرب القطرية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...