الخميس، 2 أبريل 2015

الثقافة في 2015

يُقال إن المثقف من يقرأ كتابين شهرياً على الأقل، وتوجد كتب يزن كل واحد منها عشرات بل مئات الكتب، وكتب أخف من ريشة لعبت بشعرها الريح، العشرات منها في شهرين لن تصنع حتى غليون المثقف الجامد! هذا هو الحال عند الحديث عن مصادر الثقافة التقليدية من كتب وأفلام وقصص ونقاشات يتجاذب فيها المثقفون قبعات بعضهم البعض، وحقيقة انتقال كل هذا إلى العالم الافتراضي الكبير الغامض لا يجعلها مصادر جديدة بل متجددة، نفسها ولكن بدل أن يمسك الفتى كتاباً بيده سيمسك «آي باد»، وبدل أن يذهب إلى السينما سيفتح الكمبيوتر، وعبر «الآيتونز» سيستأجر أو يبتاع أجدد أنواع الأفلام أو أقدمها، حسب ذوقه! وبدل أن يحضر ندوة، بضغطة زر سيجد نفسه في حوار حاد في أحد أزقة «تويتر».
تتجدد مصادر الثقافة وتتغير أدواتها وتتشكل، ومن أدواتها الجديدة فرد، وليس أحد المثقفين بالضرورة، يثقف غيره بجهده الشخصي وتعبه، وهناك مشاريع -إن أمكن تسميتها بذلك- أحادية وثنائية ملهمة، لأنها اعتمدت على طرق غير تقليدية، لربما لم يكن القصد من بعضها كبداية تثقيف الغير أو الناس، وكانت في جوهرها وسيلة يصل بها شخوص المشاريع إلى ذواتهم وأنفسهم، لكن للنهاية أحكامها وشروطها وكلمتها الأخيرة. أتحدث عن مدونة معطف فوق سرير العالم الإلكترونية، والتي يترجم صاحبها محمد الضبع كل أسبوع قطعاً أدبية من حول العالم لكتاب معروفين ومغمورين بنفس الأهمية، يثلج بها صدري قبل عقلي، حيث جعل مقولته «أترجم كل أسبوع للحفاظ على لياقة الحياة»، تصبح بالنسبة لنا «نقرؤك كل أسبوع للحفاظ على لياقة الأدب!».
أتكلم عن الشاعرة والكاتبة الرقيقة سعدية مفرح، والتي بدأت مشروعها الصغير كما سمته «كيف تكتب مقالة» على «تويتر» ليقفز عدد متابعي الحساب إلى أكثر من 25 ألف متابع ومتابعة، «حساب يتوالد المقالات المهمة، وتلك التي تحوي على نقاط أهم، ونصائح وملاحظات على فن كتابة المقالة التي ينسى الكثير بأنها بنفس أهمية الرواية والقصيدة، فيتحدثون عن قواعد هذه الآداب، ويتناسون المقالة التي لم تغب عن بال سعدية!»
أقصد، قريباً بإذن بالله، رواق، المشروع المشترك بين الصديقين فؤاد الفرحان وسامي الحصين، والذي يحوي مواد علمية أكاديمية متخصصة في مجالات عدة ليدرسها ويطلع عليها أي مهتم بذلك وبالمجان! وأفخر أن أقول بأنها باللغة العربية أيضاً!
وأشير إلى الشيخ ماجد الصباح، شيخ «هبة السناب شات»، كما يصف البرنامج الجديد والقوي، حيث يقضي ماجد معظم صباحاته في الحديث عن مواضيع مختلفة يفيد بها مشاهديه الذين لا يتوقفون عن التزايد! سواء أخذت معلوماتك من كتاب أو تغريدة، من التلفاز أو مقطع سناب، من موسوعة أو من مدونة، احرص على التأكد من معلوماتك قبل أن تحتج وتحج بها، فقد كثرت مصادر الثقافة وتنوعت أدواتها، وإن كنت قد ذكرت بعض من يحسن لها، فهناك الكثير غيرهم من المسيئين.


جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...