جميع لغات العالم المنتشرة والمعروفة كتلك التي لا تحتوي على أبجدية كالصينية، والتي تحتوي على أبجدية مثل الإنجليزية والعربية واليابانية وغيرها، من وضع الإنسان، مثلها مثل اختراع الكتابة. فحروف الأبجديات والرموز والكلمات و"الإيموجيز"، وهذه اللغات برمتها من خلق الإنسان، بعضها كانت ترسبات لمجتمعات متلاحقة على مدى طويل، وبعضها ابتُكرت من قبل الفعل الشخصي لأفراد، كالعالم اللغوي منشروب ميشدوتس (361-441) والذي أوجد أبجديتين جديدتين هما أبجدية أرمينيا وجورجيا المستعملتين حتى الآن، ومثل شكسبير الذي اخترع مئات الكلمات في مسرحياته.
وإذا ما نظرنا بدقة إلى اللغة العربية بالذات، وجدنا نقاطاً على الحروف بفضل أبي الأسود الدؤلي، والحركات على الحروف بتفضل من الخليل بن أحمد الفراهيدي مخترع العروض، وواضع طريقة ترتيب الهجاء "أبجد هوز.. إلخ".
كل ما سردته من معلومات يحوم حول فكرة اختراع الإنسان للغته ولهجته وأبجديته وكتابته، وهذا يقودنا إلى رحابة اللغات لا استباحتها، فاللغات ليست مقدسة، لأنها مخلوقة، وإن كان لها احترامها ومكانتها في القلوب والعقول. هذه المكانة هي ما تتطلب منا العمل الذي يجب أن نقوم به تجاه اللغة العربية، من تجديدها وتنقيحها من الشوائب واستعمال كلماتها الجديدة المفهومة بدل القديمة المقبورة، ومراجعتها وتوسيع مدارك علمائها والإضافة إليها. هذه الأمور لن تنقص من قيمة لغة عريقة وغنية يتحدث بها أكثر من 500 مليون شخص حول العالم، بل سيزيد ذلك من انتشارها والحرص على المحافظة عليها.
تقلصت أراضي الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، حتى عادت جزيرة، وبقيت الإنجليزية في كثير من الدول كاللغة الرسمية الأولى، وفي دول عديدة أخرى لغة رسمية ثانية، إلى جانب دول تُدرس الإنجليزية بجانب لغتها في بعض أو كل المراحل الدراسية. هذه هي بريطانيا التي بقيت، والتي أصبحت لغتها اللغة التي لا تغيب عنها الشمس، لأنها مواكبة للعصر ومتجددة وحية، فعندما أفتح معجم أكسفورد الجديد للإنجليزية أجد كلمات مثل "تويتة" أو "تغريدة" كما تم تعريبها و"فاشونيستا" وغيرها من كلمات القرن الحادي والعشرين.
لا أكتب كلامي هذا بنفس متشائمة، بل على العكس، الأرقام والإحصائيات تبشر بالخير، خاصة مع زيادة المحتوى العربي على الإنترنت، واستخدام اللغة العربية من قبل مستخدميه بشكل كبير، ولكن أكتب كلامي هذا للتذكير وضبط البوصلة، لنحافظ على لغتنا عبر إثرائها وتجديدها، مع العلم بأن ذلك لا يكون عبر إشباعها بلهجات العرب المختلفة حتى تصبح مبتذلة، بل بالإضافات والتجديدات المدروسة والمتأنية، حتى تبقى لغة العرب.
وإذا ما نظرنا بدقة إلى اللغة العربية بالذات، وجدنا نقاطاً على الحروف بفضل أبي الأسود الدؤلي، والحركات على الحروف بتفضل من الخليل بن أحمد الفراهيدي مخترع العروض، وواضع طريقة ترتيب الهجاء "أبجد هوز.. إلخ".
كل ما سردته من معلومات يحوم حول فكرة اختراع الإنسان للغته ولهجته وأبجديته وكتابته، وهذا يقودنا إلى رحابة اللغات لا استباحتها، فاللغات ليست مقدسة، لأنها مخلوقة، وإن كان لها احترامها ومكانتها في القلوب والعقول. هذه المكانة هي ما تتطلب منا العمل الذي يجب أن نقوم به تجاه اللغة العربية، من تجديدها وتنقيحها من الشوائب واستعمال كلماتها الجديدة المفهومة بدل القديمة المقبورة، ومراجعتها وتوسيع مدارك علمائها والإضافة إليها. هذه الأمور لن تنقص من قيمة لغة عريقة وغنية يتحدث بها أكثر من 500 مليون شخص حول العالم، بل سيزيد ذلك من انتشارها والحرص على المحافظة عليها.
تقلصت أراضي الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، حتى عادت جزيرة، وبقيت الإنجليزية في كثير من الدول كاللغة الرسمية الأولى، وفي دول عديدة أخرى لغة رسمية ثانية، إلى جانب دول تُدرس الإنجليزية بجانب لغتها في بعض أو كل المراحل الدراسية. هذه هي بريطانيا التي بقيت، والتي أصبحت لغتها اللغة التي لا تغيب عنها الشمس، لأنها مواكبة للعصر ومتجددة وحية، فعندما أفتح معجم أكسفورد الجديد للإنجليزية أجد كلمات مثل "تويتة" أو "تغريدة" كما تم تعريبها و"فاشونيستا" وغيرها من كلمات القرن الحادي والعشرين.
لا أكتب كلامي هذا بنفس متشائمة، بل على العكس، الأرقام والإحصائيات تبشر بالخير، خاصة مع زيادة المحتوى العربي على الإنترنت، واستخدام اللغة العربية من قبل مستخدميه بشكل كبير، ولكن أكتب كلامي هذا للتذكير وضبط البوصلة، لنحافظ على لغتنا عبر إثرائها وتجديدها، مع العلم بأن ذلك لا يكون عبر إشباعها بلهجات العرب المختلفة حتى تصبح مبتذلة، بل بالإضافات والتجديدات المدروسة والمتأنية، حتى تبقى لغة العرب.
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق