شاهدت الأسبوع الماضي مقابلة تلفزيونية يديرها توفيق مجيد على قناة فرانس ٢٤ مع أحد رواد الأعمال في قطر. كان عنوان المقابلة: كيف ترى المرأة القطرية نفسها؟ وكان خير من اختير للإجابة على هذا السؤال الشاق من نواحي اجتماعية وثقافية وإعلامية، الشابة مريم السبيعي.
توالت الأسئلة في المقابلة التلفزيونية وكأن قطر في كوكب آخر غير كوكب الأرض، وكأن المرأة القطرية تنتمي إلى جنس مختلف عن الجنس البشري، ولربما كان العنوان الأنسب للمقابلة: أين هي المرأة القطرية؟ بدل السؤال عن منظورها الشخصي ناحية المواضيع المختلفة، ولا لوم على مقدم البرنامج أو مُعدِّيه في ذلك، فالواقع يبين حجم التقصير في إبراز المرأة القطرية ودورها المجتمعي في الإعلام الداخلي والخارجي، فالكثير من الناس غير المقيمين في قطر لا يعون الدور الذي تأخذه المرأة القطرية على عاتقها في المجالات المتنوعة بين الدولة والمجتمع، المرأة القطرية تتمتع بكافة الحقوق والحريات، والمكفولة من قبل الدستور والقانون، هي وزيرة، ونائبة، وقاضية، وكاتبة، ومديرة، ومعلمة، ودكتورة، وأم، ورئيسة تنفيذية، وطيارة، وشرطية، ورائدة أعمال، هي أي شيء تريده ويُساوي حقها في ذلك، حق الرجل القطري.
إذاً، أين المشكلة؟ المشكلة بأن المرأة القطرية غائبة نوعاً ما عن الساحة الإعلامية، وهذا بدوره يؤثر على التعريف بالمجتمع القطري ككل بعاداته وتقاليده ومبادئه الراسخة من مساواة وعدل وكرامة واحترام للمرأة والرجل وبينهما، إذ، كيف يُفترض التعريف بمجتمع ما، بغياب نصف كامل منه؟.
التغطية الإعلامية الوطنية للمرأة والمجتمع القطري ليست بتلك القوة، ولا يوجد استقطاب للإعلام الخارجي للتعريف بالمرأة القطرية، والمسألة ليست مسألة خجل اجتماعي وحسب، من جانب المجتمع القطري، المسألة تتعدى إلى ضعف الإعلام الوطني في إبراز المرأة والمجتمع القطري وعدم تقديمهما إلى الإعلام الخارجي، إذاً فالمسؤولية تقع على وزارة الثقافة والرياضة والإعلام الوطني للعمل أكثر على إبراز حقيقة المجتمع القطري، وبالتالي مساعدة الإعلام والمجتمع العالمي على تمحيص معلوماته، ولا أنسى دور جميع المسؤولين في المحافل الدولية التي تقيمها قطر بين الفينة والأخرى.
مسؤولية إبراز وتقديم المرأة القطرية للعالم كبيرة، حيث إن التعريف بها يعني بالضرورة، التعريف بالمجتمع القطري ككل، وبالتالي تمحيص صورة قطر الحقيقية.
جواهر آل ثاني
صحيفة العرب القطرية