(١)
على مكتبي في المنزل وأمام عينيّ، علقت شهادة، محتواها كالآتي: «تشكر إدارة المدرسة الكاتبة: جواهر آل ثاني لإبداعها المتميز في الكتابة، وحسن اختيارها للموضوع، فلها كل الشكر والتقدير، وإلى مزيد من التوفيق والسداد. ودمت سالمة».
الحقيقة أنني لا أذكر مناسبة الشهادة، ولا ما كتبته أيام دراستي في المرحلة الثانوية لأستحقها. كل ما أعرفه بأنها شدت انتباهي الأسبوع الماضي، وأنا أفتش بين أشيائي القديمة باحثة عن شيء ما، نسيته ما إن عثرت على الشهادة!
جلست ألتهم كلمات الشهادة لساعات، بابتسامة عريضة، وأركز على عبارة «الكاتبة: جواهر آل ثاني». كم كان حظي كبيراً في تلقي مثل هذا التشجيع والتقدير في وقت لم أعرف فيه أنني سأصبح كاتبة، أو أن طموحي الحقيقي هو الكتابة! كل ما كنت أعرفه بأني أحب الكتابة من حين لآخر في مدونتي ودفاتري الدفينة في سري ودرج مكتبي.
(٢)
من أسباب النجاح الأساسية التشجيع وتلقي الشكر والتقدير. نعم يوجد الكثير من الناجحين الذين قال لهم أساتذتهم أو أفراد عائلتهم لهم إنهم سيفشلون، أو إنهم أغبياء، أو إن أحداً لن يحبهم يوماً من الأيام، ولكن هؤلاء هم الاستثناء من القاعدة، فأكثر منهم بكثير من كان قد نجح بسبب معاونة غيره له مع شكره وتشجيعه وتقديره.
أذكر في مقامي هذا قصة الضفدع الصغير الذي سقط في حفرة كانت في طريقه هو وأصحابه، فما كان منه سوى القفز مرة بعد مرة في محاولة منه للخروج منها، في الوقت الذي كان فيه أصحابه يرجونه عدم المحاولة لعمق الحفرة واستحالة خروجه منها بالقفز. كانوا يطالبونه بالتوقف واحتفاظه بقوته عل وعسى أن تمطر السماء، فتحمله المياه خارج الحفرة.
خرج الضفدع الصغير في النهاية من الحفرة وسط دهشة الجميع، ليتضح بعد ذلك أنه لم يسمع شيئاً مما قالوه، بل وظن بأنهم كانوا يشجعونه ويهتفون له بمواصلة محاولات الخروج وعدم الاستسلام!
كم منا من قفز عند تشجيعه، واستسلم وقت تحبيطه؟ كم منا تعلّم حل معادلة رياضية بعد إلحاح ودفع من المدرس أو الوالدين في وقت لعنا فيه الرياضيات وكل المواد العلمية الأخرى؟ من منا خضع لتشجيع أصدقائه بالخروج والوقوف على عتبة المسرح في لحظات كنا أقرب فيها مسافة إلى باب الهروب، وبعداً عن أي شيء آخر؟
(٣)
التشجيع ينمي المواهب ويعطي إبرة الحياة للأحلام بعيداً عن الأوهام. الشكر والتقدير يعلي الهمة ويخلق طموحاً كبيراً لا تجاريه قمة. ولأني أريد الحصول على بعض من شرف الشكر والتقدير، أشكر مدرستي: الشمس الثانوية، وأمي وعائلتي وأصحابي، وكل من شجعني على الخوض والاستمرار في مغامرتي الكبرى: الكتابة. شكراً من القلب.. والقلم!
على مكتبي في المنزل وأمام عينيّ، علقت شهادة، محتواها كالآتي: «تشكر إدارة المدرسة الكاتبة: جواهر آل ثاني لإبداعها المتميز في الكتابة، وحسن اختيارها للموضوع، فلها كل الشكر والتقدير، وإلى مزيد من التوفيق والسداد. ودمت سالمة».
الحقيقة أنني لا أذكر مناسبة الشهادة، ولا ما كتبته أيام دراستي في المرحلة الثانوية لأستحقها. كل ما أعرفه بأنها شدت انتباهي الأسبوع الماضي، وأنا أفتش بين أشيائي القديمة باحثة عن شيء ما، نسيته ما إن عثرت على الشهادة!
جلست ألتهم كلمات الشهادة لساعات، بابتسامة عريضة، وأركز على عبارة «الكاتبة: جواهر آل ثاني». كم كان حظي كبيراً في تلقي مثل هذا التشجيع والتقدير في وقت لم أعرف فيه أنني سأصبح كاتبة، أو أن طموحي الحقيقي هو الكتابة! كل ما كنت أعرفه بأني أحب الكتابة من حين لآخر في مدونتي ودفاتري الدفينة في سري ودرج مكتبي.
(٢)
من أسباب النجاح الأساسية التشجيع وتلقي الشكر والتقدير. نعم يوجد الكثير من الناجحين الذين قال لهم أساتذتهم أو أفراد عائلتهم لهم إنهم سيفشلون، أو إنهم أغبياء، أو إن أحداً لن يحبهم يوماً من الأيام، ولكن هؤلاء هم الاستثناء من القاعدة، فأكثر منهم بكثير من كان قد نجح بسبب معاونة غيره له مع شكره وتشجيعه وتقديره.
أذكر في مقامي هذا قصة الضفدع الصغير الذي سقط في حفرة كانت في طريقه هو وأصحابه، فما كان منه سوى القفز مرة بعد مرة في محاولة منه للخروج منها، في الوقت الذي كان فيه أصحابه يرجونه عدم المحاولة لعمق الحفرة واستحالة خروجه منها بالقفز. كانوا يطالبونه بالتوقف واحتفاظه بقوته عل وعسى أن تمطر السماء، فتحمله المياه خارج الحفرة.
خرج الضفدع الصغير في النهاية من الحفرة وسط دهشة الجميع، ليتضح بعد ذلك أنه لم يسمع شيئاً مما قالوه، بل وظن بأنهم كانوا يشجعونه ويهتفون له بمواصلة محاولات الخروج وعدم الاستسلام!
كم منا من قفز عند تشجيعه، واستسلم وقت تحبيطه؟ كم منا تعلّم حل معادلة رياضية بعد إلحاح ودفع من المدرس أو الوالدين في وقت لعنا فيه الرياضيات وكل المواد العلمية الأخرى؟ من منا خضع لتشجيع أصدقائه بالخروج والوقوف على عتبة المسرح في لحظات كنا أقرب فيها مسافة إلى باب الهروب، وبعداً عن أي شيء آخر؟
(٣)
التشجيع ينمي المواهب ويعطي إبرة الحياة للأحلام بعيداً عن الأوهام. الشكر والتقدير يعلي الهمة ويخلق طموحاً كبيراً لا تجاريه قمة. ولأني أريد الحصول على بعض من شرف الشكر والتقدير، أشكر مدرستي: الشمس الثانوية، وأمي وعائلتي وأصحابي، وكل من شجعني على الخوض والاستمرار في مغامرتي الكبرى: الكتابة. شكراً من القلب.. والقلم!
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق