الخميس، 20 أبريل 2017

أولاً: لماذا؟

نحن في عصر حتمية النجاح الكل يريد أن ينجح وبسرعة، وإن كتب على أحدهم الفشل، فهو يريد أن يفشل بنجاح! كيف؟ إما أن يخرج ببعض المال أو الشهرة بفشله، أو يفشل بشرف أو بأقل الطرق إحراجاً!
ولأننا في عصر السرعة، فالنجاح السريع يموت سريعاً، والنجاح المستمر يأتي ببطء لأن صاحبه عمل عليه طويلاً، وسأل نفسه كثيراً: لماذا؟
يتحدث سايمون سينك في كتابه «ابدأ بلماذا» «Start with why» عن نجاح الأفراد والمؤسسات، وكيف أن جميع الناجحين سألوا أنفسهم «لماذا؟» وأن معظم من فشلوا يرجع سبب فشلهم إما لافتقارهم «للماذا» أو لفقدانهم «السبب أو الأسباب» أي جواب «لماذا» في منتصف طريقهم.
لماذا أكتب؟ كي أعبر عن أفكاري وأحلامي ورؤيتي للعالم، متأملة أن أؤثر في شخص واحد على الأقل. لماذا أريد أن أصبح طبيباً؟ لأساعد المرضى، وأشفي الناس بإذن الله ومشيئته. لماذا أرغب في العمل في شركة اتصالات؟ كي أُحسِن من طريقة تواصل الناس مع بعضها البعض. لماذا أتمنى فتح مصنعي الخاص؟ كي أخدم الناس وأساعدهم في تحقيق أحلامهم.. مثلاً! وغيرها من الأسئلة والأجوبة الواجب على كل شخص يحمل حلماً ما، أن يطرحها ويحفظها في نفسه.
مثال على الأشخاص الذين سألوا أنفسهم «لماذا»، العاملين في «ناسا» الأميركية. هؤلاء رأوا أنفسهم يعملون هناك ويحققون شيئاً للعالم قبل أنفسهم. لم يحلموا بشهرة أو مال، بل حلموا بتغيير العالم والوصول إلى أماكن جديدة. تجدهم يقدمون سيرتهم الذاتية وأوراقهم المطلوبة للعمل، في «ناسا» فقط دون مكان آخر، لأن حلمهم وخطتهم تكمن في العمل هناك لا مكان آخر، لا يوزعون سيرتهم الذاتية في أكثر من مكان على أمل الحصول على وظيفة ما.. هم فقط يريدون «ناسا»! وإن تم رفضهم من قبل «ناسا»، يحاولون العثور على طريقة ما للدخول إليها عاجلاً أم آجلاً، إن لم يجدوا طريقاً آخر يحققون به «لماذا» الخاصة بهم.
«لماذا» هذه المقالة تسكن برغبتي في عثور كل قارئ على «لماذا» العائدة إليه. فكروا فيها طويلاً ثم تمسكوا بها طوال رحلتكم في الحياة. هي بوصلتكم وسفينتكم.. هي ما سيوصلكم إلى أحلامكم وطموحاتكم.


جواهر بنت محمد بن عبد الرحمن بن أحمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...