الثلاثاء، 9 يوليو 2019

كارثة عالمية!

الأخطار التي واجهت أجيال أجدادنا وأجداد أجدادنا، ماتت معهم. لا أحد يخاف اليوم من الموت لارتفاع حرارة جسده أو لعدم إمكانية وصول الطبيب أو الدواء إليه. المخاوف والأمراض التي هددت تلك الأجيال لم تعد تهددنا أو تهدد مستقبل أطفالنا، إلا أن ذلك لا يعني أن جيلي والأجيال القادمة معفاة من مواجهة خطر الفناء من على وجه الأرض. يحزنني القول بأن جيلي والجيل القادم يواجهان احتمالية فناء الأرض نفسها!
الاحتباس الحراري الناتج عن تغيّر المناخ ليس خدعة صينية أو روسية، كما يدّعي بعض أعضاء الحزب الجمهوري الأميركي، ولكنه كارثة حقيقية تطولنا وستطول أطفالنا وتودي بهم إلى الهلاك، إن لم نتحرك فوراً!
أعلنت اسكتلندا، مؤخراً، وجود حالة مناخية طارئة عبر وزيرتها السيدة نيكولا ستورجن، بعد مقابلتها الشباب الذين احتجّوا وطالبوا حكوماتهم في أوروبا وأميركا الشمالية بالتحرك مباشرة ومحاولة وقف التغيّر المناخي.
هؤلاء الشباب الذين وصل صوتهم للمسؤولين في اسكتلندا، لا يزال أشقاؤهم يحاولون إيصال أصواتهم حول العالم، كي تتحد الدول أمام هذه الكارثة العالمية التي ستقضي على جميع أشكال الحياة على وجه الأرض.
في قطر، هناك محاولات حثيثة حكومية ومجتمعية لحماية البيئة، إلا أن الوضع الحالي يحتاج إلى خطوات جادة أكثر لمواجهة هذه الكارثة التي تهدد وجودنا. ومن أجل ذلك، أدعو وزارة التعليم والتعليم العالي ووزارة البلدية والبيئة، إلى رفع وعي المواطنين والمقيمين حول التغيّر المناخي والاحتباس الحراري، وتشجيعهم على الزراعة وإعادة التدوير والمحافظة على البيئة واستخدام الطاقة الشمسية، عبر توفير وزارة البلدية والبيئة خلايا شمسية للأفراد والشركات.
وأقترح على وزارة البلدية والبيئة منع استخدام الأكياس البلاستيكية في المطاعم والمقاهي والمحال التجارية في قطر.
هذه بعض الاقتراحات البسيطة التي قد يردّ أحدهم عليها بأنه على الدول الكبرى الصناعية المسؤولة بشكل أساس عن التلوث المناخي، مثل بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، القيام بدورها في وقف التغيّر المناخي دون أن نفعل نحن، خاصة أن انبعاثاتنا من المواد السامة في الهواء والأرض والماء لا تُقارن بانبعاثاتهم؛ ولكني أرى أن لكلّ فرد منّا دوراً على هذه الأرض. فلا هم يعيشون وحدهم عليها، ولا نحن نعيش وحدنا على هذه الأرض، وعلى كل شخص منّا واجب حماية الأرض التي نعيش عليها.
الأرض لن تختار الدول التي سترتفع فيها درجة الحرارة، ولا البحار التي سيرتفع مستواها نتيجة ذوبان الجليد. حرارة الأرض سترتفع في كل مكان، والجليد المذاب سيُكون بحاراً تلتهم اليابسة في كل زاوية من زوايا الأرض. كل فرد منا سيتأثّر نتيجة التغير المناخي والاحتباس الحراري، الفرق يكمن بين من يحاول إعمار الأرض والمحافظة عليها وتمريرها للأجيال القادمة، وبين من يفسدها ويعطي ظهره للبيئة أو يطالب غيره بإصلاحها.
فأي الفريقين أنت؟


جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...