الصحافة هي واحدة من أخطر المهن الموجودة في العالم. وتزداد خطورتها في الدول العربية، حيث يكاد سقف الحقوق والحريات والقدرة على التعبير، أن يلامس الأرض.
في الدول العربية، يواجه الصحافي أخطاراً تزيد عن تلك الأخطار المعتادة في المهنة، من إصابة وقتل واختطاف في الحروب، بل يمتد ذلك إلى أوقات السلم أيضاً.
في مصر، تم اعتقال الصحافي محمود حسين وشقيقيه لشهور بدون تهمة أو محاكمة! هذا بالإضافة إلى مكاتب الصحافيين التي تُغلق وتُفتح في الدول العربية بحسب المزاج السياسي، كما حدث مع قناة الجزيرة في السودان مؤخراً!
الأمر لا يتوقف هنا. الصحافيون العرب يتلقون التهديدات بشكل دائم. يخافون على حياتهم. ويهربون كي ينجوا بحياتهم، كما فعل باسم يوسف، ليقول أخيراً للفايننشال تايمز: «لقد انتهيت من مصر».
الصحافة هي مهنة من يعطي أقل من اللازم، ومهنة من يعطي أكثر من اللازم. مهنة للقوي والضعيف. مهنة القادر والعاجز، ولقد كانت مهنة الراحل جمال خاشقجي رحمه الله، الذي لم يستطع الصمت بعد اعتقال صديقه عصام الزامل، فأعلن تعاطفه معه، قائلاً إنه لا يقدر على الوقوف مكتوف اليدين، وأنه لو كان مكان الزامل، لأراد أحداً من زملائه أن ينطق ويتضامن معه. قُتل جمال وتم تقطيع جثته بالمنشار في قنصلية بلاده في اسطنبول، وتضامن معه العالم أجمع.
قُتل جمال لأنه رفض التعتيم الإعلامي، لأنه نقل الحقائق للقارئ العربي، لأنه أصر على أن يقول كلمته، لأنه كان صحافياً حقيقياً، يرى أهمية إيصال الحقيقة دون تحوير أو تغيير أو زيادة أو نقصان. كم صحافي حقيقي يوجد في العالم العربي اليوم؟ هل نستطيع القول عن خالد المطرفي، والذي حرض على قصف قناة الجزيرة أنه صحافي؟ هل نستطيع أن نقول ذلك عن الصحافيين الذين يبررون أو يتغاضون عن العتمة والعزلة التي يعيشها السودان اليوم بسبب قطع الإنترنت فيه؟ هل يهتم أولئك بالناس والخبر والحقيقة؟
الحقيقة بأن الصحافي الحقيقي يهتم بالناس والحقيقة قبل أن يهتم بالخبر. الصحافي الحقيقي سيقول كلمته ويمشي إلى خط النهاية معها، غير معني بأصوات المشجعين ولا أصوات المحبطين، غير معني بشيء سوى الحقيقة والناس والخبر الذي يحمله إليهم. فلنحافظ على الصحافيين الجيدين ذوي الأخلاقيات العالية القلائل في الوطن العربي اليوم، فلنشجعهم، فلنكشف أخطاءهم عندما يخطئون، فلنساندهم، فلندافع عنهم، فلنساعدهم، فلنحثهم على الرجوع إلى طريق الصواب، فهم صلتنا بالحقيقة بعيداً عن الظلم والزيف والتعتيم والإجحاف. هم من يوصلون لنا ما نريد معرفته، لا ما يريد لنا الآخرون أن نعرفه.
في الدول العربية، يواجه الصحافي أخطاراً تزيد عن تلك الأخطار المعتادة في المهنة، من إصابة وقتل واختطاف في الحروب، بل يمتد ذلك إلى أوقات السلم أيضاً.
في مصر، تم اعتقال الصحافي محمود حسين وشقيقيه لشهور بدون تهمة أو محاكمة! هذا بالإضافة إلى مكاتب الصحافيين التي تُغلق وتُفتح في الدول العربية بحسب المزاج السياسي، كما حدث مع قناة الجزيرة في السودان مؤخراً!
الأمر لا يتوقف هنا. الصحافيون العرب يتلقون التهديدات بشكل دائم. يخافون على حياتهم. ويهربون كي ينجوا بحياتهم، كما فعل باسم يوسف، ليقول أخيراً للفايننشال تايمز: «لقد انتهيت من مصر».
الصحافة هي مهنة من يعطي أقل من اللازم، ومهنة من يعطي أكثر من اللازم. مهنة للقوي والضعيف. مهنة القادر والعاجز، ولقد كانت مهنة الراحل جمال خاشقجي رحمه الله، الذي لم يستطع الصمت بعد اعتقال صديقه عصام الزامل، فأعلن تعاطفه معه، قائلاً إنه لا يقدر على الوقوف مكتوف اليدين، وأنه لو كان مكان الزامل، لأراد أحداً من زملائه أن ينطق ويتضامن معه. قُتل جمال وتم تقطيع جثته بالمنشار في قنصلية بلاده في اسطنبول، وتضامن معه العالم أجمع.
قُتل جمال لأنه رفض التعتيم الإعلامي، لأنه نقل الحقائق للقارئ العربي، لأنه أصر على أن يقول كلمته، لأنه كان صحافياً حقيقياً، يرى أهمية إيصال الحقيقة دون تحوير أو تغيير أو زيادة أو نقصان. كم صحافي حقيقي يوجد في العالم العربي اليوم؟ هل نستطيع القول عن خالد المطرفي، والذي حرض على قصف قناة الجزيرة أنه صحافي؟ هل نستطيع أن نقول ذلك عن الصحافيين الذين يبررون أو يتغاضون عن العتمة والعزلة التي يعيشها السودان اليوم بسبب قطع الإنترنت فيه؟ هل يهتم أولئك بالناس والخبر والحقيقة؟
الحقيقة بأن الصحافي الحقيقي يهتم بالناس والحقيقة قبل أن يهتم بالخبر. الصحافي الحقيقي سيقول كلمته ويمشي إلى خط النهاية معها، غير معني بأصوات المشجعين ولا أصوات المحبطين، غير معني بشيء سوى الحقيقة والناس والخبر الذي يحمله إليهم. فلنحافظ على الصحافيين الجيدين ذوي الأخلاقيات العالية القلائل في الوطن العربي اليوم، فلنشجعهم، فلنكشف أخطاءهم عندما يخطئون، فلنساندهم، فلندافع عنهم، فلنساعدهم، فلنحثهم على الرجوع إلى طريق الصواب، فهم صلتنا بالحقيقة بعيداً عن الظلم والزيف والتعتيم والإجحاف. هم من يوصلون لنا ما نريد معرفته، لا ما يريد لنا الآخرون أن نعرفه.
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق