يتناول فيلم (BAD THERAPY) قصة عائلة سعيدة عبارة عن زوجين محبين يربيان ابنة شقية بعض الشيء كبقية الأطفال. تُقنع الزوجة نفسها بعد حوارها مع صديقة لها بأنها و زوجها بحاجة إلى الذهاب إلى طبيبة نفسية لحل مشاكل مثل المال و عدم إحساس الزوجة بالاكتفاء في حياتها. يطاوعها زوجها و يذهبان للطبيبة النفسية، ليبدأ بعدها الفيلم و تبدأ معه المشاكل الفعلية!
هذا الفيلم ليس دعوة إلى ترك أو عدم الأخذ بالعلاج النفسي، فالكثير يحتاج و يساعده الطب النفسي، و لكنها دعوة إلى عدم إصلاح غير المكسور كما يقولون! (IF IT AIN’T BROKE, DON’T FIX IT!). و فيه أيضاً رسالة إلى النظر داخل النفس البشرية و معرفة كوامنها و ما يسعدها و يكملها و يُرغّبها بالحياة! فالزوجة في الفيلم لم ترغب في تدمير حياتها.. كيف لشخص يبحث عن دماره الذاتي أن يذهب إلى طبيب نفسي؟! كل ما أرادته الزوجة هو إضافة عنصر ما لا تعرف كنهه أو حقيقته، ليُكمل حياتها! كانت تريد أن تجعل حياتها الجميلة.. أجمل! و أن تجعل علاقتها الممتازة مع زوجها و ابنتها.. أفضل! و في خضم كل ذلك، نست أنها سعيدة، و أنها تملك جميع أسباب السعادة في متناول يدها!
في أحيان كثيرة، تأخذنا الحياة بمشاغلها و مسائلها، فننسى بأننا سعيدين و مكتفين بحياتنا و أنفسنا. ننسى بأننا نعمل في وظيفة نحبها فيما غيرنا مجبور على وظيفة يكرهها. ننسى بأن لنا عائلات نبادلهم الحب، و على بعد خطوة أو اتصال منا بينما يعيش البعض حياته وحيد بلا انسان يسمعه أو يساعده في حياته. ننسى بأن لنا بيت يحفظنا بينما يصارع غيرنا يومياً باحثاً عن مأوى أو ملجأ! ننسى بأننا سعيدين قائمين جالسين بصحة يفتقدها غيرنا! ننسى بأننا نعيش حياة سعيدة تكفينا و لا ينقصها شيء! جميعنا عرضة لأن ننسى كم هي ثرية حياتنا بصحتنا و عوائلنا و وظائفنا التي نحبها و تعيلنا، و لكن الأهم من ذلك ألا نجحد ما نحن فيه من نعم عندما نشعر بنقص في حياتنا في لحظات شحيحة نشعر بأنها تدوم عمراً! كأن نشعر بأننا محبطين عندما تمر العطلة الصيفية دون أن نستطيع السفر لعدم تمكننا من أخذ إجازة من العمل! أو أن نشعر بأننا بائسين عندما نشتري سيارة على قد حالنا بدل من شراء سيارة الأحلام! استسلامنا لهذه اللحظات الصغيرة المارة في حياتنا قد يقلب دنيانا السعيدة إلى دنيا تعيسة دون أن نشعر! و ننسى بالفعل إن كانت تعاستنا حقيقية أم لا!
السعادة الحقيقية تكمن في داخلنا.. في اكتفائنا بأنفسنا و حياتنا، أما التعاسة الحقيقية فهي امتلاك كل شيء، و عدم الاكتفاء رغم ذلك! و الخيار لنا في النهاية بين هذه و تلك.
جواهر آل ثاني
صحيفة الشرق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق