أنت لست محور الكون. قد يحتوي جسدك على أجزاء مماثلة لتلك التي تشكل الكون من حولنا، و لكنك بالتأكيد لست محور الكون. كيف يكون لك أن تكون محور الكون، و الأرض التي تعيش عليها ليست محور الكون؟ بل أن الشمس التي يدور حولها كوكب الأرض ليست محور الكون!
أسلوب التفكير هذا، و معرفة الانسان و فهمه بأنه ليس محور الكون، وأن العالم لا يدور حوله.. هو أسرع طريق لعيش حياة مريحة و سعيدة.
تسألني.. كيف ستعيش حياة خفيفة إن اعترفت بأنك لست محور الكون؟
سأقول لك.. لن تلتفت لسماع القيل و القال في مكان عملك لأنك تعرف بأنهم على الأغلب لم يتحدثوا عنك بل عن شخص آخر.
عندما يحدث موقف محرج لك في الشارع أمام الناس، لن تفكر في الموقف و أنت جالس في بيتك. ستعرف بأن من رآك، مضى بحياته، و اعتبرك ذكرى عابرة ضحك عليها في وقتها و من ثم نساها لأن هناك عشرات الأمور التي تشغل باله و أنت لست واحداً منها.
عندما يأتي المقربون لك للفضفضة أو أخذ النصيحة، لن تجعل الأمر متعلقاً بك. لن تعطي نصائحك بناء على الصورة التي تريد أن تظهر أمامهم، فيها. ستكون بجانبهم و تواسيهم بما تشعر به و ما تراه دون أن تضع نفسك أولاً، فهذا الموقف ليس حولك، بل حولهم و حول ما يحتاجونه في تلك اللحظة.
لن تفكر بالأمور الخارجة عن سيطرتك طوال الوقت. لا فائدة من ذلك، لأنك كما قلنا لست محور الكون، و لن تستطيع حلها بتضييع وقتك و التفكير بها.
لن تجلس في عقر دارك، و أنت تفكر: "ماذا دار في ذهن صديقي بعدما قلت كذا أو فعلت كذا؟". بل ستمضي في يومك دون أن تدور هذه الأفكار في رأسك لأنك تعرف بأنك لست محور الكون.
لن تفكر في رأي و أفكار الناس فيك، لأنك لم تخطر على بال أحد.. على الأغلب.. و إن خطرت في بال أحد، فالأكيد أنها ليست الأفكار التي في بالك!
إذا فهمت و اعترفت بأنك لست محور الكون.. سترتاح كثيراً.. لن تحمل هم تغيير العالم لوحدك.. و تبديل أفكار الناس حولك.. ستكون أخف و أسعد، لأنك ستكون قد عرفت بأنك لست الوحيد في العالم و يوجد غيرك ملايين ممن يستطيعون عمل الشيء نفسه الذي تعمله، و أنك لست محور الكون.. و لن تكون أبداً محوره!
جواهر آل ثاني
صحيفة الشرق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق