نحن نشاهد في عام ٢٠٢٢ نسخة استثنائية من بطولة كأس العالم فيفا لكرة القدم. فهذا أول مونديال يتم تنظيمه في فصل الشتاء، و آخر مونديال يتم بمشاركة ٣٢ منتخب!
هذا المونديال مميز حقاً، حاملاً الكثير من الاحصائيات المثيرة، فهو المونديال الأكثر حضوراً جماهيرياً بعكس رغبات و آمال الحاقدين و الحاسدين، فقد كان حضور مباراة الأرجنتين و المكسيك يوم السبت الماضي ٨٨٩٦٦ متفرج، و لم يفوقه سوى حضور كأس العالم في ١٩٩٤ الذي بلغ ٩٤١٩٤ متفرج! و قد كان ذلك في مباراة النهائي!
و من الأمور الفارقة في مونديال قطر، فوز منتخبات UNDERDOGS -غير متوقعة- في بعض مبارياتها، مثل السعودية التي فازت على الأرجنتين بهدفين مقابل هدف، و ايران التي فازت على ويلز بثنائية، و المغرب التي فازت على بلجيكا بهدفين و أبقت شباكها نظيفة! و اليابان التي فازت على ألمانيا بهدفين أيضاً مقابل هدف، و بعد ذلك فوز كوستاريكا على اليابان لهدف مقابل لا شيء! هذا المونديال أعطى الأمل للدول و الشعوب، مثلما أعطت قطر الأمل للعالم عبر استضافتها لهذا المونديال، بعدما ظن الجميع بأن حدوث ذلك مستحيل و غير واقعي، بل و راهنوا على أن قطر ستفشل في تنظيمه حتى آخر دقيقة قبل انطلاق صافرة البداية!
هذا هو مونديال قطر، مونديال المفاجآت و الفرص و الأمور الجميلة! الأجواء العامة رائعة، جميع زوار قطر و عشاق كرة القدم يعيشون تجربة لا مثيل لها، الزائر لسوق واقف الساعة الثانية عشر ظهراً سيجد جماهير الكرة حاضرة بكل طاقتها لمؤازرة منتخباتها، و الزائر لبوليفارد لوسيل في الساعة الواحدة صباحاً، سيواجه الجماهير حاضرة بكل قوتها لتشجيع فرقها. من حضر مونديال روسيا، و جرب أجواء مونديال قطر، سيعرف ما أتحدث عنه و الفرق بين أجواء روسيا و أجواء قطر! فالاحتفالات و التجربة الكروية في قطر مستمرة طوال الوقت على غير ما كان عليه الوضع في روسيا الذي تشعر فيه بالأجواء قبل و بعد المباراة فقط! و ما يزيد على جمال المونديال القطري، هي إقامة جميع المباريات بمدن قريبة من بعضها البعض، مما يسمح للمشجعين بحضور أكثر من مباراة في اليوم نفسه! و هذا مالم يتم من قبل!
مونديال قطر هو المونديال الأكثر آمنا و جمالاً و تنظيماً و استثنائية في تاريخ بطولات كأس العالم حتى الآن! و في هذا المونديال نتوقع الكثير من المفاجآت القادمة من قطر و من جميع المنتخبات لا المنتخبات العريقة في كأس العالم فقط!
جواهر آل ثاني
صحيفة الشرق