المحادثة مُتعة، و ليست نقاش! هي ما تتكلم به مع الآخرين خارج المؤتمر أو الحدث و ليس داخله!
المحادثة فن، و ليست علم يُشرّح و يُفصّل، ليكون تحت الإجراء! ما يجعل المحادثة.. محادثة فعلية، هي كونها مُنسابة مثل الغدير أو الجدول.. لا يعرقلها حجر أو شجر!
و الجميع يريد أن يتقن فن المحادثة، لم لا و هي تجعل من يتقنها سعيداً و محبوباً و فائق الثقة؟
المحادثة ليست حول خطوات علمية مؤكدة، تفعلها حتى تُتقن فن المحادثة، و لكن هناك أمور تستطيع فعلها كي تصبح محادثتك ممتعة و تكون أنت متحدثاً بارعاً مع الآخرين.
أولاً، استمح لمن يحادثك. قد تبدو هذه نصيحة بسيطة و بديهية، و لكن الكثير منا لا يفعل ذلك! الكثير منا لا يركز بل ولا يستمع لغيره عندما يتحدث، و يُركز بدلاً عن ذلك على ما سيقوله لهذا الشخص ما إن ينتهي الآخر من الحديث!
ثانياً، راقب ردة فعل و نبرة و لغة جسد الشخص الذي تحادثه. هذه نصيحة مهمة لأنها قد تنتشلك من ورطة قد تقع فيها. فمثلاً قد تقول شيئاً تراه أنت عادياً، و يراه الشخص المستمع مُهيناً له أو لغيره. لو لاحظت لغة جسد الآخر أو تغير نبرة صوته معك، ستعرف بأنك أخطأت و يجب عليك تصحيح خطأك فوراً. كما أن مراقبتك لتصرفات الآخرين عندما يستمعون لك أو عندما يتحدثون معك، قد تُرسل لك رسالات لا توصلها لك كلمتهم المُقالة، كما يحدث عندما يتململ الشخص يميناً و يساراً و تدور عينه في الغرفة بعيداً عنك، على الأرجح أن هذا الشخص يجد المحادثة مملة و يريد أن يتملص منها!
ثالثاً، هناك طريقة يتناولها الكاتب باتريك كنج في كتابه (IMPROVE YOUR CONVERSATION)، لتحسين فن المحادثة لدى المرء، وهي الكوميديا الارتجالية improv comedy. و الكوميديا الارتجالية هي عبارة عن صعود الممثلين الكوميديين على المسرح، دون سابق تحضير منهم، و من ثم يقوم الجمهور أو أحد من الممثلين بإلقاء كلمة أو موقف مضحك على بقية الممثلين، ليقوم الممثلين بدورهم بالزيادة على الموقف المضحك، على نهج (YES AND..). و هذا النهج يقوم على فكرة إكمالك لتدفق أفكار من سبقك برشاقة و سلاسة! بمعنى بأنه عندما يقول لك أحدهم "أنا أحب الأكل الإيطالي" لا تقل له: "أنا أيضاً!" بل زد على المحادثة، كأن تقول مثلاً: "أنا أيضاً، و خاصة البيتزا النابولية، و أنت ما طبقك الإيطالي المفضل؟". هكذا تُضيف إلى المحادثة و لا تقطع الطريق على من يحادثك!
و هناك العديد من الأمور التي تستطيع أن تفعلها و تقوم بها حتى تكون محادثتك سهلة، و كي يراك الناس متحدثاً رائعاً مع الآخرين، الكثير من هذه النصائح مذكور في كتاب الكاتبة ليل لوندز (كيف تتحدث إلى أي أحد)، و منها، أن تبتسم دائماً، و أن تحافظ على نظرك على من يحادثك. لهذه الأمور الصغيرة أن تفعل العجائب!
و أهم شيء ألا تنسوا، بأن تكون المحادثة خفيفة و ممتعة! و قد قال رسول الله ﷺ: (ألا أخبركم بمن يحرم على النار، أو بمن تحرم عليه النار؟ تحرم على كل قريب هين لين سهل).
اضحكوا و امزحوا، ولا تخافوا من إظهار شخصيتكم الحقيقية لمن أمامكم في محادثاتكم، فالناس تُقدّر من يظهر على حقيقته أمامهم، و تراه حقيقياً و بالتالي صادقاً أكثر في حديثه! و هذا أكثر ما يجذب الناس.. الخفة و اللين و الصدق و الأصالة!
جواهر آل ثاني
صحيفة الشرق