الثلاثاء، 4 أبريل 2023

لغات الحب

 

 

 

هل شعرتِ مرة بأن زوجك لا يحبك لأنه لا يعبر لك عن مشاعره اتجاهك؟ هل أحسستَ في السابق بأن صديقك لا يقوم بأي جهد في علاقتكما و أن عبء العلاقة كله يقع على عاتقك؟ هل فكرتِ مرة بأن قريبتك التي تهادينها الهدايا دائماً، لا تعتبرك من المقربين لها لأنها لا تُهديك شيئاً؟ هل تضايقتِ يوماً من ابنك الذي لا يريدك أن تلمسيه أو أن تعانقيه طوال الوقت؟

إن أجبتم بنعم، لا تقلقوا. شكوكم قد تكون معقولة و لكن على الأغلب أنها خاطئة. جميع من سبق قد يكونون يحبونكم و لكن بطريقتهم الخاصة.. أو بلغة مختلفة!

يشرح الكاتب قاري تشابمن هذه الطرق المختلفة في كتابه (لغات الحب الخمسة)، و فيه يقول بأن للحب خمس لغات، و هي: الكلام الإيجابي، و اللمسة الجسدية، و الهدايا، و قضاء الوقت معاً، و المواقف أو الأفعال.

وفقاً لتشابمن، البعض يكون الحب بالنسبة له هو سماع الكلام الحلو و الإيجابي و التشجيع، كأن يقول الزوج لزوجته: "أنا أحبك.. و أشتاق لك كل يوم.. و تبدين اليوم جميلة!".

والبعض يكون الحب بالنسبة له هو اللمسة المادية كالحضن أو التقبيل أو المصافحة أو المساج أو غير ذلك.

وآخرين يكون الحب بالنسبة لهم في تلقي الهدايا. هذا ما يشعرهم بأنهم محبوبين. و على الأغلب أن نوع الهدية لن يهم كثيراً سواء أكانت وردة أم عقد من ألماس، المهم هو الفكرة!

و آخرين يكون الحب بالنسبة لهم هو قضاء الوقت مع الشخص الذي يحبونه، كأن يذهبوا للتسوق أو للنادي الرياضي أو للعشاء أو السفر معاً أو أي نشاط آخر، المهم أن يفعلوه سوياً.

و أخيراً، البعض يقيس الحب بالمواقف و الأفعال. فيشعر بأن الشخص الذي يقوم بعملٍ ما بالنيابة عنه.. يحبه.. و الشخص الذي يقوم له بعمل ما.. يحبه. مثل الزوجة الذي تحب لزوجها أن يطبخ لها العشاء و تشعر بالحب عندما يفعل لها ذلك.. أو مثل الموظف الذي يشعر بالحب اتجاه زميله الذي قام بإنهاء مهمة بالنيابة عنه لأنه كان طريح الفراش!

يقول تشابمن، قد تتوافر احتياجات (لغات) الحب الخمسة جميعها في انسان واحد، و لكن ما يُسيّطر على احتياجات الانسان هو لغة واحدة أو اثنتان على الأكثر. فتكون لغة حب المرء الرئيسة هي مثلاً الهدايا و من ثم الكلام الحلو. إن استطاع أحدهم فهم هذه اللغات و تلبية احتياجات هذا الانسان بهذا الترتيب، فإنه سيحصل على قلبه على الأرجح!

فهمك للغة حبك و لغة حب من حولك.. سيحسّن من علاقاتك لأنك ستتلقى احتياجك العاطفي، و ستُعطي الآخرين احتياجهم منك. قد يقول أحدهم: قد أعرف احتياجي و لغتي أنا، و لكن كيف سأعرف لغة حب من حولي؟ تستطيع، بكل سهولة أن تسألهم ماذا يحبون أن يتلقون منك؟ لمسة؟ كلمة؟ هدية؟ سفر؟ موقف؟ قد تنفع هذه الطريقة. و تستطيع أن تلاحظ تصرفاتهم. في أحيان كثيرة، الناس تُعطي غيرها لغة الحب التي تريد أن تتلقاها! و تستطيع أيضاً أن تجرب أكثر من طريقة عليهم و ترى ما يسعدهم و ما يقربهم لك أكثر!

لكل انسان لغة حب خاصة به.. ما إن تفهمها و تعرفها حتى تملك قلبه. فحاول معرفة لغات الحب الخاصة بمن حولك.. حتى تحافظ على استمرارية علاقاتك و تحسّن من حياتك!

 

 

جواهر آل ثاني

المصدر

صحيفة الشرق


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...