الثلاثاء، 18 يوليو 2023

ماذا أكتب؟

  

 

 

 

كل كاتب يواجه معضلة دائمة.. و هي البحث عن موضوع يكتب عنه. و المواضيع الذي يستطيع الكاتب الكتابة عنها و فيها، كثيرة في الحقيقة.

 لا تظن عزيزي الكاتب، بأن من سبقك، كتب كل شيء و حلل جميع المواضيع، فلا يزال في هذا العالم الكثير من الأمور غير المكتوب عنها و المتحدث حولها. و حتى لو افترضنا بأنك تريد أن تكتب عن أمر كُتب عنه من قبل.. لا تقلق، ستكون بخير ما دام عندك وجهة نظر جديدة أو أسلوب مثير في الكتابة.

الأفكار موجودة في كل مكان.. قد تجد فكرتك،عزيزي الكاتب،من ضمن حديث مع أحد أصدقائك.. قد تُلهمك الأخبار اليومية بقصة ما.. قد تسمع قصة حقيقية على بودكاست و ترغب في كتابة قصة تشابهها.. قد تقرأ الصحيفة اليومية، و تستلهم منها موضوع ما تكتب عنه. و قد فعلت هذا الأمر شخصياً في العديد من المرات. أُمسك فيها الصحيفة اليومية، و أقرأ. و في بعض المرات يلفت انتباهي خبراً ما أو حتى مقالة لأحد الزملاء يكتب فيها عن موضوع ما، فتأتي في بالي فكرة جديدة أو معاكسة لتلك التي يكتب عنها الزميل، فيتولد عن ذلك مقالة جديدة!

عزيزي الكاتب، اسأل نفسك هذا السؤالعماذا أريد أن أكتب؟ و من ثم اكتب جوابك.

اكتب عن الأمور أو الأشياء التي ترغب بالكتابة عنها. اكتب عن الأمور التي تهمك. اكتب عن الأمور التي ترغب في التعبير عنها. اكتب وجهات نظرك.. ميولك السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية، و كل أنواع الأميال المدفونة في جيوبك! اكتب عن نفسك. اكتب مذكراتك إن كنت شخص ممتع عاش حياة حافلة بالمواقف الصعبة و المغامرات المثيرة! اكتب عن المواضيع التي تحب أن تقرأها. إن كنت تحب قراءة المقالات السياسية في الجريدة كل يوم، اكتب مقالة سياسية! إن كنت تحب قراءة القصص القصيرة المرعبة، اكتب قصة قصيرة مرعبة!

و إن فكرت و لم تجد موضوعاً تكتب عنه، لا تيأس، ستجد الموضوع المناسب في الوقت المناسب. و حتى يجيء الوقت المناسب، حاول الطريقة التاليةاكتب ذكرياتك (و هذا الأمر يختلفعن كتابة المذكرات). ابدأ بالكتابة عن طفولتك. اسرد جميع تفاصيلها. سم لعبتك المفضلة و شرابك المفضل. اذكر مواقفك في المدرسة. دون مشاجراتك مع أختك الصغرى. اكتب عن أصدقائك. اكتب عن عائلتك. اكتب حتى تصل إلى أيام الجامعة، و من بعدها اكتب حتى تصل إلى اليوم الذي تقرأ فيه هذه الكلمات!

قد تظن بأن هذا النوع من الكتابة بلا فائدة، و لكنك ستكون مخطئ. في هذه الكتابة، الكثير من الفائدة، فهي-بالإضافة إلى كونها علاجية للنفس-قد يكون فيها أو من ضمنها ما يستحقالكتابة عنهقد تجد فيها قصة، استوحيتها من ذكرياتكو قد تكتب مقالة ألهمتها درس تعلمته فيحياتكو الأهم من ذلك، قد تجد نفسك بعد كل هذه الكتابة، متحمساً للكتابة أكثر، فتبدأ بالبحثعن أي موضوع لتكمل فيه سلسلة الكتابة التي مررت بها!

إن لم يكن لديك موضوع للكتابة عنه، ابدأ بهذه الطريقة، وارفع عن نفسك حواجز الكتابة! و اكتب ثم اكتب ثم اكتب! اكتب كثيراً!

 

 

جواهر آل ثاني

صحيفة الشرق

المصدر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...