(مدخل)
عنوان المقال هو ترجمة لعنوان مذكرات إليزابيث قيلبرت التي نشرتها ككتاب اسمه eat pray love ونقل في ٢٠١٠ إلى الشاشة الكبيرة كفيلم كانت غرته جوليا روبرتس.
هذا الفيلم الذي شاهدته ما إن عُرض في صالات السينما، لفتت صديقتي انتباهي إليه مؤخراً بعدما وضعت إحدى القنوات الفضائية موعداً لعرضه في هذا الشهر في دعاية مكونة من مشاهد من الفيلم وصوت جوليا روبرتس وهي تقول: «أريد أن أبدع في شيء معين!».
(مائدة من طعام وصلاة وحب)
كتبت لي صديقتي العزيزة متسائلة بعد أن ذكرتني بهذا الفيلم الذي تكومت عليه الأفلام في ذاكرتي: «ألا يبدو لكِ أن الحب جزءٌ من الصلاة؟ أم أن الصلاة جزءٌ من الحب؟ أم كلاهما يحمل جزءاً من الآخر؟ البيضة سبقت أم الدجاجة؟» بدقة أكبر: نحن نؤدي الصلاة بدافع الحب.. والصلاة نفسها تبعث داخلنا حباً، ولكن أنخاطب الله بدافع الحب، أم أن الحب يسكننا حين نخاطبه؟ وقفت كثيراً عند تساؤلاتها الجميلة، والتي يمتزج فيها الحب بالصلاة في كل مرة بطريقة أو بأخرى، قبل أن أكتب لها عن الفيلم: لقد جعلني عنوانه فقط، أتلهف لمشاهدته في الماضي، فهو ليس مجرد عنوان، هو رسالة، وليست أية رسالة، هي رسالة حب!
فكُل، لأن الطعام فن ونعمة، ولذة لا يشعر بها إلا من يفتحون «نفوسهم» للحياة! وقد قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ»(172) البقرة.
وصلِّ، لأنه لا يمكنك أن تحيا، وأنت يسكنك فراغ أكبر من الفراغ الذي يحفك! صلّ، لأنك لا تستطيع أن تعيش بأمان وراحة دون أن تشعر بوجود قوة جبارة خفية تحتضنك وتخاف عليك أكثر من أم على طفلها!
واعشق؛ لأن الحياة بلا حب، كالتنزه في صحراء قاحلة!.
(مخرج)
- «هل يجتمع الطعام والصلاة والعشق والعلم والفن؟»
لا أعرف، لكني واثقة بأن من يجمعهم، سيحيا حياة شبه كاملة -على الأقل- ما لم يُغلب واحدة على الأخرى.
- «لمن أكتب كلماتي هذه؟»
أكتبها لي ولك، ولكل شخص كره الحياة، أو أضاع بوصلته أو طعنه الأمل في ظهره، وأقول لنفسي ولهم: كلوا وصلوا واعشقوا، واستمتعوا بكل دقيقة تمرون عليها، فالعمر قصير، والحياة لا تنتظر من يعلق في النفق، ولا يحاول الوصول إلى النور، بل تدهسه وتؤذيه، لأن الاستسلام عدوها الأول والأخير!
جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر
عنوان المقال هو ترجمة لعنوان مذكرات إليزابيث قيلبرت التي نشرتها ككتاب اسمه eat pray love ونقل في ٢٠١٠ إلى الشاشة الكبيرة كفيلم كانت غرته جوليا روبرتس.
هذا الفيلم الذي شاهدته ما إن عُرض في صالات السينما، لفتت صديقتي انتباهي إليه مؤخراً بعدما وضعت إحدى القنوات الفضائية موعداً لعرضه في هذا الشهر في دعاية مكونة من مشاهد من الفيلم وصوت جوليا روبرتس وهي تقول: «أريد أن أبدع في شيء معين!».
(مائدة من طعام وصلاة وحب)
كتبت لي صديقتي العزيزة متسائلة بعد أن ذكرتني بهذا الفيلم الذي تكومت عليه الأفلام في ذاكرتي: «ألا يبدو لكِ أن الحب جزءٌ من الصلاة؟ أم أن الصلاة جزءٌ من الحب؟ أم كلاهما يحمل جزءاً من الآخر؟ البيضة سبقت أم الدجاجة؟» بدقة أكبر: نحن نؤدي الصلاة بدافع الحب.. والصلاة نفسها تبعث داخلنا حباً، ولكن أنخاطب الله بدافع الحب، أم أن الحب يسكننا حين نخاطبه؟ وقفت كثيراً عند تساؤلاتها الجميلة، والتي يمتزج فيها الحب بالصلاة في كل مرة بطريقة أو بأخرى، قبل أن أكتب لها عن الفيلم: لقد جعلني عنوانه فقط، أتلهف لمشاهدته في الماضي، فهو ليس مجرد عنوان، هو رسالة، وليست أية رسالة، هي رسالة حب!
فكُل، لأن الطعام فن ونعمة، ولذة لا يشعر بها إلا من يفتحون «نفوسهم» للحياة! وقد قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ»(172) البقرة.
وصلِّ، لأنه لا يمكنك أن تحيا، وأنت يسكنك فراغ أكبر من الفراغ الذي يحفك! صلّ، لأنك لا تستطيع أن تعيش بأمان وراحة دون أن تشعر بوجود قوة جبارة خفية تحتضنك وتخاف عليك أكثر من أم على طفلها!
واعشق؛ لأن الحياة بلا حب، كالتنزه في صحراء قاحلة!.
(مخرج)
- «هل يجتمع الطعام والصلاة والعشق والعلم والفن؟»
لا أعرف، لكني واثقة بأن من يجمعهم، سيحيا حياة شبه كاملة -على الأقل- ما لم يُغلب واحدة على الأخرى.
- «لمن أكتب كلماتي هذه؟»
أكتبها لي ولك، ولكل شخص كره الحياة، أو أضاع بوصلته أو طعنه الأمل في ظهره، وأقول لنفسي ولهم: كلوا وصلوا واعشقوا، واستمتعوا بكل دقيقة تمرون عليها، فالعمر قصير، والحياة لا تنتظر من يعلق في النفق، ولا يحاول الوصول إلى النور، بل تدهسه وتؤذيه، لأن الاستسلام عدوها الأول والأخير!
جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق