(مدخل)
الحب هو الوقود الذي يدفع بنا إلى الحياة. لا أمل ولا ألم بلا حب، ولا قسوة ولا نزوة دون جرح الحب. ولكن الموت في أحيان كثيرة يحتاج إلى حب أيضاً، حب من ضحوا بأنفسهم على قارعة الطريق من أجل غيرهم، وحب من يرى محبوبه يدخل في باطن الأرض مُحاطاً بقماش أبيض منسوج برائحة الياسمين.
(خارطة طريق)
نركض من الحياة إلى الحب، في أول العمر، لنتمنى الموت في سبيل من نحب، ولا نلبث أن نتراجع عند اقترابنا من الموت، لأن الموت لا يسلبنا أجسادنا الفانية فقط، بل مشاعرنا أيضاً، ولأننا مهما آمنا بالدار الآخرة، تبق عصية على فهمنا. الحل إذاً ما دمنا سنفقد من نحب، ومن يحبنا سيفتقدنا يوماً ما، هو أن نحاول تقبل فكرة الموت أكثر من فكرة الحب، فالموت رضينا أم أبينا، مارٌ بنا مهما حدث، أما الحب، فهو صدفة لا تلتقي إلا بمن يصل في موعده.
(تساؤلات الأحياء والأموات)
من هم المعذبون في هذه الدنيا؟ وهل هم على الأرض أم فيها، أم كلاهما معاً؟ هل تفوز الأغاني؟ هل تفوز القصص وروايات الأحلام أم إن الغلبة للحقيقة والواقع الذي يسلب الحبيب تلو الحبيب؟ هل ألم الفراق بسبب الموت، يختلف عن ألم فراق من رحل بمحض إرادته؟ أم إنهما يتساويان والفرق بينهما هو أننا نختار أن نحزن أكثر في الحالة الأولى؟ هل الحب هو ما يجعلنا نشعر بزيارة الموت؟ أم إن الموت ما يجعلنا نشعر بحفاوة الحب؟
(مخرج)
الطيور أنواع وكلها لها أجنحة إلا أن بعضها لا يطير لعدم قدرته، وبعضها يطير فقط عند بلوغه سناً معينة، وبعضها يعرف الطيران إلا أنه لا يطير إلا قليلاً، وبعضها -وهذا هو النوع المحظوظ- يطير دائماً وأبداً.
تخيل الآن أنك طائر من الطيور المهاجرة إلى الشمال، وأن لك جناحين لا يساعدانك على الطيران إلا بالحب والحياة، هل ستنتظر حينها طائر الموت ليظهر أمامك ليسلب أجنحتك أم إنك ستفرد جناحيك وستطير وراء السرب المغادر إلى أقاصي أرض لا تعرف عنها أي شيء، وخاصة اسمها؟ تفكر فيها، ثم تذكر أن الموت أمامك دائماً، أما الحب والحياة فهما بجانبك، ما استدعيتهما!
جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر
الحب هو الوقود الذي يدفع بنا إلى الحياة. لا أمل ولا ألم بلا حب، ولا قسوة ولا نزوة دون جرح الحب. ولكن الموت في أحيان كثيرة يحتاج إلى حب أيضاً، حب من ضحوا بأنفسهم على قارعة الطريق من أجل غيرهم، وحب من يرى محبوبه يدخل في باطن الأرض مُحاطاً بقماش أبيض منسوج برائحة الياسمين.
(خارطة طريق)
نركض من الحياة إلى الحب، في أول العمر، لنتمنى الموت في سبيل من نحب، ولا نلبث أن نتراجع عند اقترابنا من الموت، لأن الموت لا يسلبنا أجسادنا الفانية فقط، بل مشاعرنا أيضاً، ولأننا مهما آمنا بالدار الآخرة، تبق عصية على فهمنا. الحل إذاً ما دمنا سنفقد من نحب، ومن يحبنا سيفتقدنا يوماً ما، هو أن نحاول تقبل فكرة الموت أكثر من فكرة الحب، فالموت رضينا أم أبينا، مارٌ بنا مهما حدث، أما الحب، فهو صدفة لا تلتقي إلا بمن يصل في موعده.
(تساؤلات الأحياء والأموات)
من هم المعذبون في هذه الدنيا؟ وهل هم على الأرض أم فيها، أم كلاهما معاً؟ هل تفوز الأغاني؟ هل تفوز القصص وروايات الأحلام أم إن الغلبة للحقيقة والواقع الذي يسلب الحبيب تلو الحبيب؟ هل ألم الفراق بسبب الموت، يختلف عن ألم فراق من رحل بمحض إرادته؟ أم إنهما يتساويان والفرق بينهما هو أننا نختار أن نحزن أكثر في الحالة الأولى؟ هل الحب هو ما يجعلنا نشعر بزيارة الموت؟ أم إن الموت ما يجعلنا نشعر بحفاوة الحب؟
(مخرج)
الطيور أنواع وكلها لها أجنحة إلا أن بعضها لا يطير لعدم قدرته، وبعضها يطير فقط عند بلوغه سناً معينة، وبعضها يعرف الطيران إلا أنه لا يطير إلا قليلاً، وبعضها -وهذا هو النوع المحظوظ- يطير دائماً وأبداً.
تخيل الآن أنك طائر من الطيور المهاجرة إلى الشمال، وأن لك جناحين لا يساعدانك على الطيران إلا بالحب والحياة، هل ستنتظر حينها طائر الموت ليظهر أمامك ليسلب أجنحتك أم إنك ستفرد جناحيك وستطير وراء السرب المغادر إلى أقاصي أرض لا تعرف عنها أي شيء، وخاصة اسمها؟ تفكر فيها، ثم تذكر أن الموت أمامك دائماً، أما الحب والحياة فهما بجانبك، ما استدعيتهما!
جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق