الخميس، 4 سبتمبر 2014

ابحث عن أدلتك




ابحث عن أدلتك


(ت)
شدتني صورة مرت علي في تويتر، لرجلان متقابلان بينهما رقم بالكتابة الإنجليزية، أحدهما يدعي بأنه الرقم تسعة و الآخر مصر على أنه ستة. كلاهما على حق من وجهة نظره، و كلاهما يملك الدليل لو طُلب منه الإثبات، و في نفس الوقت كلاهما متأكد من خطأ الثاني. هذا الجدال يمر علينا يومياً، قد نشهده و قد نكون جزءاً منه، لا نقتنع بوجهة نظر الآخر وحسب، و لا نرى كيف يمكن أن يكون على حق رغم أن الحق بين و الباطل بين و نحن نراه بشكل واضح! نرفض أن نضع أنفسنا في حذاء الآخر رغم أن الشيء الوحيد الذي قد لا نختلف فيه معه هو أن لكل قدم مقاس مختلفة!

(أ)
قد تختلف درجات لون المروج من أخضر غامق إلى أخضر معتدل إلى أخضر فاتح إلى أخضر مصفر، و هكذا، و لكن لا يمكننا الإختلاف أبداً حول الأسود و الأبيض رغم أن هناك من قد يجادلك في ذلك حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
لا يوجد ما يبرر قتل المسالم و هو من لم يعتدي على أحد أو كما يُسمى هذه الأيام المدني. في هذه المسائل يوجد الجانبان الصحيح و الخاطئ، فإما أن تكون بيضاء كلها أو سوداء كلها بلا مناطق رمادية، فإدعاء جانب بأنها صحيحة بينما هي في الحقيقة خاطئة غير مقبول و مرفوض تماماً، و لا يبرره أي شيء، لا لون و لا طائفة و لا عقيدة و لا فكر. في هذا النوع من المسائل يوجد حقيقة واحدة، إما أن تراها أو يراها الطرف الآخر، و الأكيد بأن العالم كان ليكون مكاناً أفضل لو رأوها الإثنان معاً!

(م)
مع تزايد التفتح أو الإنغلاق-إن لم يتم استثماره بطريقة جيدة-الإلكتروني على الشبكات الإفتراضية، ارتفعت بالضرورة أعداد الناس الراغبين بإبداء آرائهم إما لإثبات أنفسهم أو لأي سبب آخر، المهم أنهم يفعلون ذلك، و من هذا الطريق يعبرون عن الصورة التي تمر أمام أعينهم عن قضايا معاصرة أو تاريخية أو مستقبلة، و قد تكون هذه الصورة بلا لون أو بيضاء أو سوداء أو رمادية و الأسوأ، أن تكون الألوان مرمية على الصورة بطريقة مبتذلة يُقصد بها حرفية الفنانين! هؤلاء هم نفسهم من يعبرون عن صحة وجهة نظرهم أو خطئها دون دليل أو إثبات و بجهل و تقليد أعمى، و بدل تلوين الرأي بما هو مفيد و نافع، يجعلون الصورة تبدو باهتة بلا طعم و ذوق.

(ل)
من بعد تلقين أجوبة سؤال بيّن صحة العبارة من عدمها مع التعليل، أوجدوا ناقش العبارة التالية مع الأدلة، حيث أن توضيح الصحيح أو الخاطئ دون غيرهما، أصبح غير كافي في معظم الأمور، فلا يوجد جانب واحد للقمر و لا أرضية واحدة لكل البشر، و لكن قد يساعدك أن تملك دليل على ما تقول و تدعي! فإبدأ البحث عن أدلتك.

صحيفة العرب القطرية

جواهر بنت محمد آل ثاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...