عندما قلب الروائي الياباني هاروكي موراكامي نمط حياته كي يصبح الكاتب الكبير الذي هو عليه اليوم، قال إنه خسر بعض الناس وأغضب الكثير منهم، نتيجة التغييرات التي قام بها إخلاصاً لقلمه، وأنه فضل قولاً وفعلاً علاقته بالقراء على أي علاقة أخرى في حياته، فخصص الصباح للكتابة وما بعد ذلك لأي نشاط آخر يشغل تفكيره عن التفكير، كالقراءة أو الركض أو التنزه وحده، لينهي يومه بالنوم مبكراً. حرصه على الكتابة وعلى علاقته بقرائه جعله يتغاضى عن المناسبات الاجتماعية وينسى أو يتناسى الرد على من يحاول الاتصال به، إخلاصاً لمن يحاول هو نفسه أن يتصل بهم عبر كلماته.
ما أكثر المبدعين الشبيهين بموراكامي، فهناك تولستوي الذي اعتزل حياة المدينة وحياته الاجتماعية المزدحمة، وحتى عائلته في أحيان كثيرة، منصرفاً إلى الريف بين الزرع والمزارعين ليفكر ويكتب. أفهم أهمية ما يفعلونه لأنفسهم ولقرائهم، وأعترف بأني لا أملك ربع شجاعة موراكامي ولا نصف شجاعة تولستوي في التضحية واعتزال الناس من أجل الناس، وأن كل ما أملكه هو بعض أوقات في الأسبوع أقضيها في الكتابة عن مواضيع قد تهم قراء كثراً في أسابيع وأقل منهم في أسابيع أخرى، ولكن كل لحظات توتر تسليم المقال في الوقت المناسب، وفي القالب المميز والمضمون الممتاز تمر عند وصول رد واحد فقط من أي قارئ، سواء أكان برد إيجابي أو تعليق ينتقد فيه فكرة ما، سواء أكان مسؤولاً يعارض ما كتبته، مثل أكبر الباكر في مقال له رد فيه على ما كتبته من انتقادات للخطوط الجوية القطرية، أو مسؤولاً يوضح ويزيد على ما وصفته، مثل أحد مسؤولي الشفلح الذي وضح بأن لديهم مجموعات دعم كتلك التي وصفتها في أحد مقالاتي. كل فكرة تعارض أو تؤيد أخرى مهمة، سواء أكانت لي أو لغيري، وكل رد يغير، فيبني أو يهدم لأن الكاتب وإن كان يكتب لنفسه أولاً يكتب لغيره ثانياً وثالثاً ورابعاً وأخيراً، لأن فيه من الناس وفي الناس الكثير منه، وإن لم يرغب بالاعتراف بذلك.
تحية لكل القراء، تحية إلى أرقى أنواع الجنود المجهولين الذين يجعلون من الكتاب من هو مشهور ومعروف ومسموع ومؤثر، لعائلة أبقى ولمجتمع أفضل ولدولة أقوى ولعالم أكثر إنسانية. شكراً لكل قارئ جعل من الحرب سلاماً، ومن الخلاف اختلافاً، ومن الحب ديناً، ومن الألم حكمة، ومن القلم سلاحاً يستشهدون به عند القدرة، هذا المقال لكم وإن كان بلساني.
ما أكثر المبدعين الشبيهين بموراكامي، فهناك تولستوي الذي اعتزل حياة المدينة وحياته الاجتماعية المزدحمة، وحتى عائلته في أحيان كثيرة، منصرفاً إلى الريف بين الزرع والمزارعين ليفكر ويكتب. أفهم أهمية ما يفعلونه لأنفسهم ولقرائهم، وأعترف بأني لا أملك ربع شجاعة موراكامي ولا نصف شجاعة تولستوي في التضحية واعتزال الناس من أجل الناس، وأن كل ما أملكه هو بعض أوقات في الأسبوع أقضيها في الكتابة عن مواضيع قد تهم قراء كثراً في أسابيع وأقل منهم في أسابيع أخرى، ولكن كل لحظات توتر تسليم المقال في الوقت المناسب، وفي القالب المميز والمضمون الممتاز تمر عند وصول رد واحد فقط من أي قارئ، سواء أكان برد إيجابي أو تعليق ينتقد فيه فكرة ما، سواء أكان مسؤولاً يعارض ما كتبته، مثل أكبر الباكر في مقال له رد فيه على ما كتبته من انتقادات للخطوط الجوية القطرية، أو مسؤولاً يوضح ويزيد على ما وصفته، مثل أحد مسؤولي الشفلح الذي وضح بأن لديهم مجموعات دعم كتلك التي وصفتها في أحد مقالاتي. كل فكرة تعارض أو تؤيد أخرى مهمة، سواء أكانت لي أو لغيري، وكل رد يغير، فيبني أو يهدم لأن الكاتب وإن كان يكتب لنفسه أولاً يكتب لغيره ثانياً وثالثاً ورابعاً وأخيراً، لأن فيه من الناس وفي الناس الكثير منه، وإن لم يرغب بالاعتراف بذلك.
تحية لكل القراء، تحية إلى أرقى أنواع الجنود المجهولين الذين يجعلون من الكتاب من هو مشهور ومعروف ومسموع ومؤثر، لعائلة أبقى ولمجتمع أفضل ولدولة أقوى ولعالم أكثر إنسانية. شكراً لكل قارئ جعل من الحرب سلاماً، ومن الخلاف اختلافاً، ومن الحب ديناً، ومن الألم حكمة، ومن القلم سلاحاً يستشهدون به عند القدرة، هذا المقال لكم وإن كان بلساني.
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق