يقول بأسف:
لم أكن يوماً بالقارئ، ولكني وجدت نفسي بعد تزايد أعباء الحياة ومشاغلها أشترك لسنة في إحدى أكثر الصحف الورقية انتشاراً في الدولة،. اشتركت أولاً لكي أطلع على الإعلانات الصالحة والطالحة -وأهم من هذا وذاك الرخيصة- التي تحملها الصحف في طياتها، وثانياً لكي أقرأ العناوين الرئيسة لأفتح الأحاديث الجانبية في العمل والمقهى مع الأصحاب والزملاء، فلا يهم قراءة مضمون الخبر ما دمت أستطيع الرقص حوله متفلسفاً.
وجدت نفسي بعد فترة من الزمن أتصفح الجريدة إما عن طريق الصدفة أو لحظات استلقاء صحون الطعام عليها، حيث شدتني عناوين مقالات تارة وتارة أخرى استمتعت بقراءة أخبار قصيرة حول العالم، بعد ذلك قمت بقراءة الأخبار وبعض المقالات قبل أن أغلف الأكل بالجريدة، أو أمسح المرايا والأشياء بها. من هذه اللحظة بدأت علاقتي بالقراءة اليومية للصحف الورقية والإلكترونية، ولكني لم أتعرض للكتب للأسف، لا لم أكن بذاك القوي الشجاع.
أصبحت أردد الشعارات والمقولات الرنانة التي اكتشفت مؤخراً بأنها تُروى منذ عقود بلا أذن سامعة ولا قلب مؤمن. آمنت بالوحدة العربية، وكرهت التطبيع، وصوّت لمن ظهروا في الصحف وهم يحيون الفقراء ويلعبون مع الأطفال ويعملون مع العمال. آمنت بثقافة الحوار ولكن لسبب لا أعرفه عندما حاولت محاورة الكثير من الشخصيات العامة وغيرها في «تويتر» استعملوا في مواجهتي خاصية المنع «البلوك». لم أعد أتوقف عند العناوين الرئيسة، بل تعديت ذلك للقالب، حتى اهتممت بأعداد القتلى والجرحى، ولكني لم أسال نفسي يوماً -وإن أثرت بي الأخبار- عن أسمائهم وأعمارهم ومهنهم.
يقول بلا أسف:
لم أعد أقرأ الصحف لا الورقية ولا الإلكترونية ولا حتى تلك التي اشتركت بها لألفّ الخضراوات والفاكهة. لماذا؟ لأني حفظت الأخبار وعرفتها عن ظهر قلب، أعرف ما حصل ويحصل وسيحصل، والفرق الوحيد بين الآن وغداً بأن الأعداد ستتغير فقط، القتلى والجرحى والانفجارات تزداد، والحروب تتفرق، والمفاوضات تستمر، والكبار يلعبون، والصغار يماطلون، والماء يتلوث، والأكل يمرض، والأسعار تطير، والفرص تموت، والهمم تهبط.
أسفي الوحيد المستمر بأني لست بذاك القوي الشجاع الذي سيتحمل جبروت كتاب وسلطة قلم.
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
لم أكن يوماً بالقارئ، ولكني وجدت نفسي بعد تزايد أعباء الحياة ومشاغلها أشترك لسنة في إحدى أكثر الصحف الورقية انتشاراً في الدولة،. اشتركت أولاً لكي أطلع على الإعلانات الصالحة والطالحة -وأهم من هذا وذاك الرخيصة- التي تحملها الصحف في طياتها، وثانياً لكي أقرأ العناوين الرئيسة لأفتح الأحاديث الجانبية في العمل والمقهى مع الأصحاب والزملاء، فلا يهم قراءة مضمون الخبر ما دمت أستطيع الرقص حوله متفلسفاً.
وجدت نفسي بعد فترة من الزمن أتصفح الجريدة إما عن طريق الصدفة أو لحظات استلقاء صحون الطعام عليها، حيث شدتني عناوين مقالات تارة وتارة أخرى استمتعت بقراءة أخبار قصيرة حول العالم، بعد ذلك قمت بقراءة الأخبار وبعض المقالات قبل أن أغلف الأكل بالجريدة، أو أمسح المرايا والأشياء بها. من هذه اللحظة بدأت علاقتي بالقراءة اليومية للصحف الورقية والإلكترونية، ولكني لم أتعرض للكتب للأسف، لا لم أكن بذاك القوي الشجاع.
أصبحت أردد الشعارات والمقولات الرنانة التي اكتشفت مؤخراً بأنها تُروى منذ عقود بلا أذن سامعة ولا قلب مؤمن. آمنت بالوحدة العربية، وكرهت التطبيع، وصوّت لمن ظهروا في الصحف وهم يحيون الفقراء ويلعبون مع الأطفال ويعملون مع العمال. آمنت بثقافة الحوار ولكن لسبب لا أعرفه عندما حاولت محاورة الكثير من الشخصيات العامة وغيرها في «تويتر» استعملوا في مواجهتي خاصية المنع «البلوك». لم أعد أتوقف عند العناوين الرئيسة، بل تعديت ذلك للقالب، حتى اهتممت بأعداد القتلى والجرحى، ولكني لم أسال نفسي يوماً -وإن أثرت بي الأخبار- عن أسمائهم وأعمارهم ومهنهم.
يقول بلا أسف:
لم أعد أقرأ الصحف لا الورقية ولا الإلكترونية ولا حتى تلك التي اشتركت بها لألفّ الخضراوات والفاكهة. لماذا؟ لأني حفظت الأخبار وعرفتها عن ظهر قلب، أعرف ما حصل ويحصل وسيحصل، والفرق الوحيد بين الآن وغداً بأن الأعداد ستتغير فقط، القتلى والجرحى والانفجارات تزداد، والحروب تتفرق، والمفاوضات تستمر، والكبار يلعبون، والصغار يماطلون، والماء يتلوث، والأكل يمرض، والأسعار تطير، والفرص تموت، والهمم تهبط.
أسفي الوحيد المستمر بأني لست بذاك القوي الشجاع الذي سيتحمل جبروت كتاب وسلطة قلم.
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق