لست امرأة، لست جسداً، لست رداءً، ولست منظراً طبيعياً، لست نصف هذه التسميات ولا أنتمي إلى إحدها. أحياناً أشعر بأني كائن هوائي ومرات ترابي، وفي أحيان بحري. أنتمي إلى أحد هذه العناصر في بعض الأوقات وفي أوقات أخرى ولا لأي منها.. ولكني أبقى نفس الشخص بنفس التفكير ونفس الأسئلة ونفس المآسي والانتصارات والتثاؤبات والسكنات والحركات، ولكن بتسمية أخرى لا أعرفها رغم أنها تسكنني وأسكنها، لكنها تفضل أن لا تطلعني على عنوانها.
ولأنني أنا، أتفهم امتناعها، فالتصنيفات لا تخلق الإنسان وإن كانت ما يخلفه. أنت ما أنت عليه، بكل الأسباب التي أودعتك مكانك، والحطام الذي تركته وراءك، لست معلوماتك الإجبارية التي تكتبها عند اشتراكك في نادٍ جديد، ولست ما تقوله عائلتك عند عائلة زوجك المستقبلي، ولست من يجلس في الحفلات الكبيرة بجانب صاحب الحفلة، أنت من تحاول أن تمسك أعصابك عند صراخ مدربك في النادي عليك ليمنعك من التباطؤ، أنت الشخص الذي يعيش ويأكل ويسافر مع زوجه بعد العرس، أنت من ترجع إلى بيتك بعد الحفلة متأخراً لتقوم بعدها في الصباح الباكر. أنت أحزانك دون ركامك أنت سعادتك دون ذكرياتك، لماذا؟ لأن غيرك من الناس لا يرى ركامك ولا يشعر بذكرياتك.
??أنت ملامح قلبك ومنحنيات عقلك، أنت تقلبات أفكارك وتموجات أحاسيسك، ولست نسبة صبغة الميلانين في جسدك، أو فوران الأدرينالين في رأسك عند الغضب. أنت مكونات إحساسك بالحياة والموت والإيمان وعدم الإيمان. أنت ما تكونه وتفكر فيه وتفعله عندما لا يوجد شيء تفعله. أنت أقوالك عندما لا يوجد شيء لتخسره، وأفعالك عندما يكون كل شيء على المحك. أنت أحلام طفولتك التي تحققت والتي لم تتحقق، أنت إحساسك الذي تكتمه خوفاً منه، والخوف الذي يولد هذا الإحساس.
??أنت كل هذا وأكثر بكل أمتعتك وأشيائك وأفكارك ومشاعرك وطفولتك وأعمالك وعائلتك وأوراقك الرسمية، بكل ما لا يرضى أن يتم تصنيفك، فكيف تقبل أن تصنف غيرك، بنظرة، كلمة، إيماءة، إشارة، أو حتى فكرة، بها تجعله مع غيره ممن لا يعرفه أو لا تعرفه أو لا يعرفه كلاكما؟
??اكتب ما أكتبه لأقول بأنه لا يمكن تصنيفك ومع ذلك أصنفك، وأنت تصنف غيرك ليصنفني الغير، كل هذا مقبول ما دمت لم تحكم على غيرك -دون معرفة- وتسجنه بإعلان رأيك للناس بحكم مؤبد. كل هذا مقبول ما دمت ستتعامل معه على أساس شخصه لا شخص أو شخوص الفئة التي وضعته معهم.
??صنف، صنف على راحتك يا عزيزي، لكن امنح نفسك فرصة معرفتي، ثم ارضَ أن تضعني في خانة وحدي إن شعرت في قرارة نفسك بأن ذاك هو مكاني.
ولأنني أنا، أتفهم امتناعها، فالتصنيفات لا تخلق الإنسان وإن كانت ما يخلفه. أنت ما أنت عليه، بكل الأسباب التي أودعتك مكانك، والحطام الذي تركته وراءك، لست معلوماتك الإجبارية التي تكتبها عند اشتراكك في نادٍ جديد، ولست ما تقوله عائلتك عند عائلة زوجك المستقبلي، ولست من يجلس في الحفلات الكبيرة بجانب صاحب الحفلة، أنت من تحاول أن تمسك أعصابك عند صراخ مدربك في النادي عليك ليمنعك من التباطؤ، أنت الشخص الذي يعيش ويأكل ويسافر مع زوجه بعد العرس، أنت من ترجع إلى بيتك بعد الحفلة متأخراً لتقوم بعدها في الصباح الباكر. أنت أحزانك دون ركامك أنت سعادتك دون ذكرياتك، لماذا؟ لأن غيرك من الناس لا يرى ركامك ولا يشعر بذكرياتك.
??أنت ملامح قلبك ومنحنيات عقلك، أنت تقلبات أفكارك وتموجات أحاسيسك، ولست نسبة صبغة الميلانين في جسدك، أو فوران الأدرينالين في رأسك عند الغضب. أنت مكونات إحساسك بالحياة والموت والإيمان وعدم الإيمان. أنت ما تكونه وتفكر فيه وتفعله عندما لا يوجد شيء تفعله. أنت أقوالك عندما لا يوجد شيء لتخسره، وأفعالك عندما يكون كل شيء على المحك. أنت أحلام طفولتك التي تحققت والتي لم تتحقق، أنت إحساسك الذي تكتمه خوفاً منه، والخوف الذي يولد هذا الإحساس.
??أنت كل هذا وأكثر بكل أمتعتك وأشيائك وأفكارك ومشاعرك وطفولتك وأعمالك وعائلتك وأوراقك الرسمية، بكل ما لا يرضى أن يتم تصنيفك، فكيف تقبل أن تصنف غيرك، بنظرة، كلمة، إيماءة، إشارة، أو حتى فكرة، بها تجعله مع غيره ممن لا يعرفه أو لا تعرفه أو لا يعرفه كلاكما؟
??اكتب ما أكتبه لأقول بأنه لا يمكن تصنيفك ومع ذلك أصنفك، وأنت تصنف غيرك ليصنفني الغير، كل هذا مقبول ما دمت لم تحكم على غيرك -دون معرفة- وتسجنه بإعلان رأيك للناس بحكم مؤبد. كل هذا مقبول ما دمت ستتعامل معه على أساس شخصه لا شخص أو شخوص الفئة التي وضعته معهم.
??صنف، صنف على راحتك يا عزيزي، لكن امنح نفسك فرصة معرفتي، ثم ارضَ أن تضعني في خانة وحدي إن شعرت في قرارة نفسك بأن ذاك هو مكاني.
جواهر محمد عبد الرحمن آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق