أحاول أن أتحكم في وقتي قدر استطاعتي، وبما أننا في عصر الإنترنت والمواقع الإلكترونية وتطبيقات التواصل الاجتماعي، يتوفر لنا هذا الرفاه عبر مواقع كـ «يوتيوب»، فبدل أن أنتظر برنامجاً أو أرتب جدولاً يومياً أو شهرياً على مسلسل، أو أضيع وقتي في مشاهدة الدعايات التي تأخذ أحياناً ربع ساعة، أرتب جدولي اليومي كما أريد، وأضيف له البرامج والمسلسلات والأفلام في أوقات فراغي. ورغم كون هذا جزءاً من أسلوب حياتي، أجدني في مرات كثيرة أشاهد التلفاز لاإرادياً، ولا أعرف إن كان سبب ذلك ترسبات الطفولة التي قضيناها أمامه لكونه عاملاً من عوامل الترفيه القليلة في ذاك الوقت، أو لأننا تعودنا على أن يكون ضيفاً دائماً في وجود العائلة أو الأصدقاء، سواء أكنا فعلاً نشاهده أم كان وجوده في الخلفية background فقط. أياً كان سبب عودتي إليه، فقد شاهدت الكثير من الدعايات هذه الأيام الماضية، منها لشركة زين للاتصالات، والتي جمعت فيها نخبة من نجوم العالم العربي، يغنون معاني الحب والأمل والإيمان، ودعاية لكوكاكولا وأخرى لفودافون المصرية، وبرنامج قصير على شكل قصة يومية للأطفال تحمل في كل يوم فائدة جديدة برعاية سلسلة مطاعم مكدونالدز.
شاهدت دعايات أخرى كثيرة، ومعظمها حول الدعوة إلى الخير والقيام بالفعل الصالح والحسن، والابتسامة كحد أدنى، كما نحاول أن نهذب أنفسنا عليه في نهار وليل -كما يُفترض- رمضان. وأتساءل لم لا تقوم هذه الشركات الكبرى والجمعيات والمؤسسات بعمل دعاياتها وإعلاناتها على هذا النحو الخيري والتطوعي طوال السنة، وليس لشهر واحد منها فقط؟ لم لا تقوم بذلك الشركات وهي التي تعمل على الإعلانات في كل وقت ومناسبة سنوية وغير سنوية، بالإضافة إلى الأيام العادية القليلة الباقية؟ لربما سيجيب البعض بأن رمضان مميز بهذا النوع من الدعايات، والشركات تعمل بناء على رغبة الأفراد في أحيان قليلة وهذه منها، وقد يكون ذلك صحيحاً، ولكن لا مانع من إضافة نكهة اجتماعية أو خيرية أو تطوعية في بقية إعلانات السنة، وأن يحتوي الإعلان على قصة أو دعوة خيرة يستفيد منها من يشاهدها.
أخيراً، أفكر بدعواتي للشركات بالاهتمام بفكرة دعاياتها وإعلاناتها طوال السنة كما تحرص على دعاياتها في رمضان، ثم أتذكر أحوالنا عندما نصر على تهذيب أنفسنا نهار رمضان، فلا نتأفف ونعمل بإخلاص وابتسامة طلباً للأجر، ونقضي الليل ما بين صلة رحم وصلاة ودعاء وقراءة قرآن، ونترك ذلك أو نهمله بقية شهور السنة.
دعاياتنا تشبهنا تماماً، مع دخول رمضان، وحال خروجه.
شاهدت دعايات أخرى كثيرة، ومعظمها حول الدعوة إلى الخير والقيام بالفعل الصالح والحسن، والابتسامة كحد أدنى، كما نحاول أن نهذب أنفسنا عليه في نهار وليل -كما يُفترض- رمضان. وأتساءل لم لا تقوم هذه الشركات الكبرى والجمعيات والمؤسسات بعمل دعاياتها وإعلاناتها على هذا النحو الخيري والتطوعي طوال السنة، وليس لشهر واحد منها فقط؟ لم لا تقوم بذلك الشركات وهي التي تعمل على الإعلانات في كل وقت ومناسبة سنوية وغير سنوية، بالإضافة إلى الأيام العادية القليلة الباقية؟ لربما سيجيب البعض بأن رمضان مميز بهذا النوع من الدعايات، والشركات تعمل بناء على رغبة الأفراد في أحيان قليلة وهذه منها، وقد يكون ذلك صحيحاً، ولكن لا مانع من إضافة نكهة اجتماعية أو خيرية أو تطوعية في بقية إعلانات السنة، وأن يحتوي الإعلان على قصة أو دعوة خيرة يستفيد منها من يشاهدها.
أخيراً، أفكر بدعواتي للشركات بالاهتمام بفكرة دعاياتها وإعلاناتها طوال السنة كما تحرص على دعاياتها في رمضان، ثم أتذكر أحوالنا عندما نصر على تهذيب أنفسنا نهار رمضان، فلا نتأفف ونعمل بإخلاص وابتسامة طلباً للأجر، ونقضي الليل ما بين صلة رحم وصلاة ودعاء وقراءة قرآن، ونترك ذلك أو نهمله بقية شهور السنة.
دعاياتنا تشبهنا تماماً، مع دخول رمضان، وحال خروجه.
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق