انتشرت في الآونة الأخيرة بعض النكات والتعليقات حول الشعوب الخليجية في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، والتي خصت بعض تصرفاتهم الظريفة والغريبة، وغيرها من التصرفات التي تميزهم. ولكن المثير والمضحك حول هذه التعليقات هي الإشارة غير المباشرة للخليجي أو الخليجية، والتي تكون بقول «إسباني» أو «إسبانية». فيُقال مثلاً، الإسباني يتزوج أربعة ويحب اثنتين ويصادق ثلاثة! والإسبانية لا تملك أي شيء لتلبسه، على الرغم من أن خزانة ملابسها تحويها غرفة كاملة أو جناح! هذا بالإضافة إلى أنها لا تسمح لنفسها بأن تلبس فستاناً واحداً لأكثر من عرس!
لا أعرف كيف بدأت هذه «الهبة»، أو لماذا تم اختيار الشعب الإسباني على وجه التحديد من بين شعوب العالم كلها، لكني أعرف أن كل أفراد الشعب القطري يعشقون الكرة الإسبانية من أصغر فرد إلى أكبر فرد، ومن أصغر ناد حتى أكبر ناد. هذا الحب الجم غير المتناهي للكرة الإسبانية يجعل القطريين يسافرون إلى إسبانيا لحضور مباريات الأندية الإسبانية في الشتاء والصيف، على الرغم من تركهم الأندية القطرية بسبب الجو الحار، كسبب من أسباب عزوفهم عن حضور مباريات الدوري القطري. ليس من العدل مقارنة الكرة الإسبانية بالكرة القطرية، لكن المعاينة والمقارنة كثيراً ما توضح الأمور، وتجعل المرء قادراً على استيعاب المساوئ، وبالتالي العمل على إيجاد الحلول.
في قطر، يعزف الكثير عن حضور مباريات الأندية القطرية، بل ومباريات المنتخب القطري في بعض الأحوال. وقد أشارت صحيفة الشرق القطرية في عددها الصادر يوم الأحد الموافق 26-01-2014 إلى أن الإحصائيات تشير إلى أن %65 من القطريين لم يحضروا أي مباراة في الملاعب بالموسم الكروي السابق. وأشار الاستطلاع المهم الذي نفذته وزارة التخطيط التنموي والإحصاء، بالتعاون مع الاتحاد القطري لكرة القدم واللجنة الفنية المعنية بإحصاءات الرياضة، أن أسباب العزوف هي باختصار أسباب شخصية أو تنظيمية أو فنية أو خدمية أو مناخية أو جماهيرية أو بسبب النقل الإذاعي والتلفزيوني. ومن يريد الاستزادة والنظر أكثر في هذه الأسباب يمكنه الاطلاع على هذا الاستطلاع المهم، والذي برأيي يشير إلى الجرح -وهذا أمر جلل- ولكنه لا يعقم الجرح أو يضمده، فلم يتم العمل على إيجاد حلول حقيقية لهذه المعضلة التي تهم دولة بأسرها، لا بضعة مشجعين لكرة القدم. فالأمر ليس مجرد رجل فضل الجلوس في المجلس ليشاهد المباراة بدل الذهاب إلى الملعب، بل بالثقافة التي يزرعها هذا الرجل ويراكمها في نفسه وعائلته، وخاصة أطفاله الذين يألفون «مرض الجلوس» والكسل والخمول، ثم الابتعاد شيئاً فشيئاً عن الرياضة، حتى يبتلعهم المرض.
الحلول البديهية التي يجب على الاتحاد القطري العمل عليها هي تحسين عملية التنظيم والخدمات، وتوعية النشء ومن يكبرهم حول أهمية الرياضة وعوائدها، بالإضافة إلى مجموعة حلول أخرى، أسردها لكم، وأولها: إعادة مكانة الأندية القطرية كمكان ترويحي ترفيهي رياضي للأجيال الشابة، مثلما كان الحال مع أجيال الستينيات والسبيعنيات، حينما كانت أندية الكرة تجمعهم بعد المدرسة.
وهذا يحدث عندما تتم صيانة ملاعب الأندية القطرية، وتخصيص بعض الأوقات فيها لطلاب المدارس، وتشجيعهم على الرياضة.
ثانياً: إقامة الفعاليات المختلفة على أراض الملاعب القطرية لتتعود أقدام الزوار من العائلات على الملاعب وتتعرف عليها، فتصبح مكاناً لازماً مثل كتارا واللؤلؤة في العطلة الأسبوعية.
ثالثاً: نشر الأندية القطرية فروعاً لها تبيع فيها منتجاتها، وتنشر فيها فعالياتها وجداول مبارياتها والتدريبات التي يسمح للزوار بمشاهدتها. وتكون الفروع في الأماكن المزدحمة، مثل مطار حمد الدولي، ومجمعات التسوق كفيلاجيو و»إزدان» والحدائق المنتشرة في أرجاء الدولة.
نريد أن نرى التزاحم والحرص على الاستثمار في الكرة الإسبانية، في قطر، فالشعب القطري يستحق ذلك أيضاً.
جواهر محمد عبدالرحمن آل ثاني
لا أعرف كيف بدأت هذه «الهبة»، أو لماذا تم اختيار الشعب الإسباني على وجه التحديد من بين شعوب العالم كلها، لكني أعرف أن كل أفراد الشعب القطري يعشقون الكرة الإسبانية من أصغر فرد إلى أكبر فرد، ومن أصغر ناد حتى أكبر ناد. هذا الحب الجم غير المتناهي للكرة الإسبانية يجعل القطريين يسافرون إلى إسبانيا لحضور مباريات الأندية الإسبانية في الشتاء والصيف، على الرغم من تركهم الأندية القطرية بسبب الجو الحار، كسبب من أسباب عزوفهم عن حضور مباريات الدوري القطري. ليس من العدل مقارنة الكرة الإسبانية بالكرة القطرية، لكن المعاينة والمقارنة كثيراً ما توضح الأمور، وتجعل المرء قادراً على استيعاب المساوئ، وبالتالي العمل على إيجاد الحلول.
في قطر، يعزف الكثير عن حضور مباريات الأندية القطرية، بل ومباريات المنتخب القطري في بعض الأحوال. وقد أشارت صحيفة الشرق القطرية في عددها الصادر يوم الأحد الموافق 26-01-2014 إلى أن الإحصائيات تشير إلى أن %65 من القطريين لم يحضروا أي مباراة في الملاعب بالموسم الكروي السابق. وأشار الاستطلاع المهم الذي نفذته وزارة التخطيط التنموي والإحصاء، بالتعاون مع الاتحاد القطري لكرة القدم واللجنة الفنية المعنية بإحصاءات الرياضة، أن أسباب العزوف هي باختصار أسباب شخصية أو تنظيمية أو فنية أو خدمية أو مناخية أو جماهيرية أو بسبب النقل الإذاعي والتلفزيوني. ومن يريد الاستزادة والنظر أكثر في هذه الأسباب يمكنه الاطلاع على هذا الاستطلاع المهم، والذي برأيي يشير إلى الجرح -وهذا أمر جلل- ولكنه لا يعقم الجرح أو يضمده، فلم يتم العمل على إيجاد حلول حقيقية لهذه المعضلة التي تهم دولة بأسرها، لا بضعة مشجعين لكرة القدم. فالأمر ليس مجرد رجل فضل الجلوس في المجلس ليشاهد المباراة بدل الذهاب إلى الملعب، بل بالثقافة التي يزرعها هذا الرجل ويراكمها في نفسه وعائلته، وخاصة أطفاله الذين يألفون «مرض الجلوس» والكسل والخمول، ثم الابتعاد شيئاً فشيئاً عن الرياضة، حتى يبتلعهم المرض.
الحلول البديهية التي يجب على الاتحاد القطري العمل عليها هي تحسين عملية التنظيم والخدمات، وتوعية النشء ومن يكبرهم حول أهمية الرياضة وعوائدها، بالإضافة إلى مجموعة حلول أخرى، أسردها لكم، وأولها: إعادة مكانة الأندية القطرية كمكان ترويحي ترفيهي رياضي للأجيال الشابة، مثلما كان الحال مع أجيال الستينيات والسبيعنيات، حينما كانت أندية الكرة تجمعهم بعد المدرسة.
وهذا يحدث عندما تتم صيانة ملاعب الأندية القطرية، وتخصيص بعض الأوقات فيها لطلاب المدارس، وتشجيعهم على الرياضة.
ثانياً: إقامة الفعاليات المختلفة على أراض الملاعب القطرية لتتعود أقدام الزوار من العائلات على الملاعب وتتعرف عليها، فتصبح مكاناً لازماً مثل كتارا واللؤلؤة في العطلة الأسبوعية.
ثالثاً: نشر الأندية القطرية فروعاً لها تبيع فيها منتجاتها، وتنشر فيها فعالياتها وجداول مبارياتها والتدريبات التي يسمح للزوار بمشاهدتها. وتكون الفروع في الأماكن المزدحمة، مثل مطار حمد الدولي، ومجمعات التسوق كفيلاجيو و»إزدان» والحدائق المنتشرة في أرجاء الدولة.
نريد أن نرى التزاحم والحرص على الاستثمار في الكرة الإسبانية، في قطر، فالشعب القطري يستحق ذلك أيضاً.
جواهر محمد عبدالرحمن آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق