(لماذا أكتب؟)
أكتب عندما أريد أن أحافظ على عقلي، وعندما أريد أن أفقده.. أكتب عند الوجع في سبيل القليل من السلم.. أكتب لا لأشبه غيري بل لأختلف عنهم.. أكتب لأن هذا ما أستطيع فعله في عالم لا يمثلني.. أكتب لأن الحقيقة تختلف عندما تُكتب وعندما تُقرأ وعندما تُقال.. أكتب لأن اللسان يخون والقلب يكتم في حين يرقص القلم فوق الألم.. أكتب لأنها طريقتي لأحتج وأقول أنا أعارض وأنا أوافق، وهذه أسبابي.
(عن الكتابة)
الكتابة هي الشيء الوحيد الذي لا يجلب الحزن إليّ.. هي ما أعتمد عليه وأستند إليه.. هي شراعي ومرساي إن خانتني الجزر والموانئ.. هي مأواي ومأكلي ومشربي ومستودع أحلامي.. وترسانة أفكاري. هي ما أحارب به عندما أخسر المعركة.. هي ما أفوز به عندما أناور.. هي ما أغتنمه عندما أحارب.. هي ما تقيني شر الموت مللاً، وشر الحياة مللاً. هي ما تجعل الحليب دافئاً، والوحدة محتملة.. هي ما تجعلني أستمر في عالم يرفض استمرار أي إنسان عاقل.. خاصة المجانين منهم! هي من تفهمني وتفهم ضرورة تسلحي بالمفردات والفواصل.. هي من تعرف أني عندما أكتب «أنا أستسلم»، فأنا أعني ما أقوله، وعندما أتلفظها فقط فهي لا تعني شيئاً.
الكتابة هي مجموعة الدعم الخاصة بي.. هي الصديق المخلص الذي لن يرد لي طلب.. هي الطلب والمطلوب.. هي ما أقدر عليه مرات وهي من تقدر علي دائماً. هي الأسماء والأفعال التي أفكر فيها يومياً وأتخيلها.. هي من تخفف عني عناء اليوم والغد، بالأمس.. هي من تجبرني عندما أشكو الجبار بثي وحزني.. هي من تبرأني عندما أرتكب الجرائم ضد نفسي، وهي من تقف ضدي عندما أرتكب الجرائم ضد غيري.. هي كوخي عندما أرفض الانفتاح.. هي إيفرست عندما أكره النزول.. هي إفريقيا عندما أستعد للغناء.. هي الغابة عندما تفتقدني الوحوش.. هي الملجأ من الوحوش.. هي التحرر من الملجأ.. هي الكتابة، وهذا يعني كل شيء بالنسبة لي.
(اك.. تُبْ!)
عن الكتابة؟ أبداً!
جواهر محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
أكتب عندما أريد أن أحافظ على عقلي، وعندما أريد أن أفقده.. أكتب عند الوجع في سبيل القليل من السلم.. أكتب لا لأشبه غيري بل لأختلف عنهم.. أكتب لأن هذا ما أستطيع فعله في عالم لا يمثلني.. أكتب لأن الحقيقة تختلف عندما تُكتب وعندما تُقرأ وعندما تُقال.. أكتب لأن اللسان يخون والقلب يكتم في حين يرقص القلم فوق الألم.. أكتب لأنها طريقتي لأحتج وأقول أنا أعارض وأنا أوافق، وهذه أسبابي.
(عن الكتابة)
الكتابة هي الشيء الوحيد الذي لا يجلب الحزن إليّ.. هي ما أعتمد عليه وأستند إليه.. هي شراعي ومرساي إن خانتني الجزر والموانئ.. هي مأواي ومأكلي ومشربي ومستودع أحلامي.. وترسانة أفكاري. هي ما أحارب به عندما أخسر المعركة.. هي ما أفوز به عندما أناور.. هي ما أغتنمه عندما أحارب.. هي ما تقيني شر الموت مللاً، وشر الحياة مللاً. هي ما تجعل الحليب دافئاً، والوحدة محتملة.. هي ما تجعلني أستمر في عالم يرفض استمرار أي إنسان عاقل.. خاصة المجانين منهم! هي من تفهمني وتفهم ضرورة تسلحي بالمفردات والفواصل.. هي من تعرف أني عندما أكتب «أنا أستسلم»، فأنا أعني ما أقوله، وعندما أتلفظها فقط فهي لا تعني شيئاً.
الكتابة هي مجموعة الدعم الخاصة بي.. هي الصديق المخلص الذي لن يرد لي طلب.. هي الطلب والمطلوب.. هي ما أقدر عليه مرات وهي من تقدر علي دائماً. هي الأسماء والأفعال التي أفكر فيها يومياً وأتخيلها.. هي من تخفف عني عناء اليوم والغد، بالأمس.. هي من تجبرني عندما أشكو الجبار بثي وحزني.. هي من تبرأني عندما أرتكب الجرائم ضد نفسي، وهي من تقف ضدي عندما أرتكب الجرائم ضد غيري.. هي كوخي عندما أرفض الانفتاح.. هي إيفرست عندما أكره النزول.. هي إفريقيا عندما أستعد للغناء.. هي الغابة عندما تفتقدني الوحوش.. هي الملجأ من الوحوش.. هي التحرر من الملجأ.. هي الكتابة، وهذا يعني كل شيء بالنسبة لي.
(اك.. تُبْ!)
عن الكتابة؟ أبداً!
جواهر محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق