عند صدور أخبار طيران طائرات عسكرية فوق اسطنبول وأنقرة، وإغلاق الجسور والطرق الرئيسية، كان آخر ما خطر على بالي هو حدوث انقلاب عسكري في تركيا. وكيف يمكن لي أن أتوقع ذلك في القرن الحادي والعشرين في دولة انتَخبت حكومتها لعقود وتحمل تاريخا طويلا مع العسكر؟
سواء توقعنا الأحداث أم لم نتوقعها لم تكن تلك بداية المفاجآت ولا آخرها. لقد ظهر حسن تصرف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعدما ظهر في مقابلة منقولة عبر الهاتف للشعب التركي ليطلب منه الخروج إلى الشارع ودعم الشرعية والديمقراطية. كل هذا والرئيس يتعرض لمحاولات ضرب نار من الانقلابيين في الفندق المقيم به والمنع من السفر.
خرج الأتراك إلى الشارع، وما لا يفهمه أو لا يحاول فهمه الكثير من الحاقدين على تركيا وأردوغان وحزب الحرية والعدالة، أن الشعب التركي لم ينزل إلى الشارع تلبية لدعوة أردوغان وحباً فيه بالمقام الأول، بل فعلوا ذلك من أجل أنفسهم وأولادهم دفاعاً عن الديمقراطية وخياراتهم التي قرروها في تركيا، ولم يكن من ضمنها جيش يحكمهم. وأكبر دليل على ذلك إصدار أحزاب المعارضة في تركيا تصريحات تندد بالانقلاب وتوحد صوتها وجهودها ضد ذلك مع الحكومة.
كان الانقلاب في تركيا الشغل الشاغل للإعلام العربي والعالمي في الأيام الماضية. ولا حاجة لي أن أوضح موقف الإعلام المصري من الانقلاب الناجح في نظرهم وحق الشماتة غير المفهومة في قلوبهم، لكن المفاجئ كان قيام قنوات إخبارية عربية أخرى بتغطية الانقلاب بطريقة لا تعكس الوضع الحقيقي في تركيا. وأفضل ما قرأت في هذا الشأن كان تساؤل "العربي الجديد" عن مدى اعتبار الدفاع عن جريمة يُعَد جزءا من حيادية الإعلام؟
أخيراً، موقف قطر الواضح لم يتغير لا في تركيا و لا في مصر أو اليمن. "الجميع يعرف أن قطر لا تغير مبادئها. قد نراجع أنفسنا، ونقيم أفعالنا لكي نصحح أخطاءً إذا وقعت، فجلَّ من لا يخطئ. لكننا لا نغير مبادئنا"، هذا ما أكده حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، نهاية عام 2015، ونلتزم به وتلتزم به قطر اليوم وغداً. وإن كان ما حصل ويحصل في تركيا يؤسف الجميع من تخريب وسقوط قتلى وعدم وضوح للرؤية، إلا أنها ضربة ستجعل المسؤولين يعيدون مراجعة حساباتهم والحرص على أن تستمر الشرعية في مسارها الصحيح بعد علمهم بأن الشعب لن يرضى بغير ذلك. وهذا يعني أن على الحكومة التركية فرض القانون وحماية الحقوق والحريات، لا الانتقام والتهور وإرجاع تركيا إلى الوراء. وكما قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم: 15 من يوليو 2016 كان عيداً للديمقراطية التركية ليس إلا.
جواهر محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
سواء توقعنا الأحداث أم لم نتوقعها لم تكن تلك بداية المفاجآت ولا آخرها. لقد ظهر حسن تصرف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعدما ظهر في مقابلة منقولة عبر الهاتف للشعب التركي ليطلب منه الخروج إلى الشارع ودعم الشرعية والديمقراطية. كل هذا والرئيس يتعرض لمحاولات ضرب نار من الانقلابيين في الفندق المقيم به والمنع من السفر.
خرج الأتراك إلى الشارع، وما لا يفهمه أو لا يحاول فهمه الكثير من الحاقدين على تركيا وأردوغان وحزب الحرية والعدالة، أن الشعب التركي لم ينزل إلى الشارع تلبية لدعوة أردوغان وحباً فيه بالمقام الأول، بل فعلوا ذلك من أجل أنفسهم وأولادهم دفاعاً عن الديمقراطية وخياراتهم التي قرروها في تركيا، ولم يكن من ضمنها جيش يحكمهم. وأكبر دليل على ذلك إصدار أحزاب المعارضة في تركيا تصريحات تندد بالانقلاب وتوحد صوتها وجهودها ضد ذلك مع الحكومة.
كان الانقلاب في تركيا الشغل الشاغل للإعلام العربي والعالمي في الأيام الماضية. ولا حاجة لي أن أوضح موقف الإعلام المصري من الانقلاب الناجح في نظرهم وحق الشماتة غير المفهومة في قلوبهم، لكن المفاجئ كان قيام قنوات إخبارية عربية أخرى بتغطية الانقلاب بطريقة لا تعكس الوضع الحقيقي في تركيا. وأفضل ما قرأت في هذا الشأن كان تساؤل "العربي الجديد" عن مدى اعتبار الدفاع عن جريمة يُعَد جزءا من حيادية الإعلام؟
أخيراً، موقف قطر الواضح لم يتغير لا في تركيا و لا في مصر أو اليمن. "الجميع يعرف أن قطر لا تغير مبادئها. قد نراجع أنفسنا، ونقيم أفعالنا لكي نصحح أخطاءً إذا وقعت، فجلَّ من لا يخطئ. لكننا لا نغير مبادئنا"، هذا ما أكده حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، نهاية عام 2015، ونلتزم به وتلتزم به قطر اليوم وغداً. وإن كان ما حصل ويحصل في تركيا يؤسف الجميع من تخريب وسقوط قتلى وعدم وضوح للرؤية، إلا أنها ضربة ستجعل المسؤولين يعيدون مراجعة حساباتهم والحرص على أن تستمر الشرعية في مسارها الصحيح بعد علمهم بأن الشعب لن يرضى بغير ذلك. وهذا يعني أن على الحكومة التركية فرض القانون وحماية الحقوق والحريات، لا الانتقام والتهور وإرجاع تركيا إلى الوراء. وكما قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم: 15 من يوليو 2016 كان عيداً للديمقراطية التركية ليس إلا.
جواهر محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق