من الممل أن تقابل الأشخاص أنفسهم يومياً ما لم يكن لكل واحد منهم شيء جديد يقدمه.
من الممل عدم تجربة أشياء جديدة أو الخوض في مغامرات مختلفة.
والملل كل الملل أن تسافر إلى الأماكن نفسها التي يسافرها أصدقاؤك وتصور الصور نفسها التي يأخذها معارفك وكأنك لم تسمع مصطفى أمين يقول: رحلة إلى الخارج تساوي قراءة ألف كتاب. ما الذي ستتعلمه إن كانت كل الكتب التي ستقرأها مجلوبة معك من بلادك؟
الروتين غير المتغير أو المتوقف من مدة لأخرى ممل.. وعدم وجود روتين يومي يثير الضجر أكثر.
لا أحد يحب أن يشعر بالضجر ولا أحد يحب الأشخاص المملين، حتى الشخص الممل نفسه الذي نتأفف من قصصه وراء ظهره يكره الناس المملة. إذاً، كيف نقهر الملل أو مساحة الشيطان كما يراه البعض؟ نغلبه بالتغيير الدائم والتجربة المستمرة. التغيير لا يلزم أن يكون جذرياً، بل قد يكون صغيراً لا يلاحظ مثل استبدال طريق العمل اليومي بآخر، أو التنويع في وجبات الفطور أو دخول فيلم لا يناسب بالضرورة ذائقة الشخص. هذه التغييرات وإن كانت بسيطة قد تساعد المرء في اكتشاف أمور جديدة عما حوله وفي نفسه مثل أن هناك طريقا أقل ازدحاماً يربط بيته بعمله أو أن شرب الشاي بدل القهوة على الإفطار أفضل أثراً عليه أو أن أفلام الرعب التي يكرهها ليست بتلك السوء أو التفاهة.
ويختلف التغيير عن التجربة، فهما ليسا الشيء نفسه في جميع الحالات. التجربة تكون عبر تجربة أشياء أو أمور جديدة والتغيير قد لا يكون بالضرورة من قديم لجديد ولكن من مجرب إلى مجرب آخر. والتجربة الأولى لها الأهمية نفسها التي يحملها الانطباع الأول. وهي ليست محدودة كما يظن البعض. التجارب الجديدة تبدأ ولا تنتهي عند قراءة كتب جديدة والسفر إلى دول العالم المختلفة وتجربة المطاعم الشعبية ومشاهدة الأفلام حديثة الصدور.
حتى أكون صريحة مللت وأنا أقرأ وأكتب عن الملل، وحتى هذا الحرف، وافقت ديلان ثوماس وهو يقول: «أحدهم يصيبني بالملل، أعتقد أنه أنا!». وأنت عزيزي القارئ هل مللت؟ أتمنى ألا توافقني الرأي، فأكثر الحوارات مللاً هي تلك التي يتفق فيها الجميع كما سبق أن كتب ميشيل دو مينتين.
من الممل عدم تجربة أشياء جديدة أو الخوض في مغامرات مختلفة.
والملل كل الملل أن تسافر إلى الأماكن نفسها التي يسافرها أصدقاؤك وتصور الصور نفسها التي يأخذها معارفك وكأنك لم تسمع مصطفى أمين يقول: رحلة إلى الخارج تساوي قراءة ألف كتاب. ما الذي ستتعلمه إن كانت كل الكتب التي ستقرأها مجلوبة معك من بلادك؟
الروتين غير المتغير أو المتوقف من مدة لأخرى ممل.. وعدم وجود روتين يومي يثير الضجر أكثر.
لا أحد يحب أن يشعر بالضجر ولا أحد يحب الأشخاص المملين، حتى الشخص الممل نفسه الذي نتأفف من قصصه وراء ظهره يكره الناس المملة. إذاً، كيف نقهر الملل أو مساحة الشيطان كما يراه البعض؟ نغلبه بالتغيير الدائم والتجربة المستمرة. التغيير لا يلزم أن يكون جذرياً، بل قد يكون صغيراً لا يلاحظ مثل استبدال طريق العمل اليومي بآخر، أو التنويع في وجبات الفطور أو دخول فيلم لا يناسب بالضرورة ذائقة الشخص. هذه التغييرات وإن كانت بسيطة قد تساعد المرء في اكتشاف أمور جديدة عما حوله وفي نفسه مثل أن هناك طريقا أقل ازدحاماً يربط بيته بعمله أو أن شرب الشاي بدل القهوة على الإفطار أفضل أثراً عليه أو أن أفلام الرعب التي يكرهها ليست بتلك السوء أو التفاهة.
ويختلف التغيير عن التجربة، فهما ليسا الشيء نفسه في جميع الحالات. التجربة تكون عبر تجربة أشياء أو أمور جديدة والتغيير قد لا يكون بالضرورة من قديم لجديد ولكن من مجرب إلى مجرب آخر. والتجربة الأولى لها الأهمية نفسها التي يحملها الانطباع الأول. وهي ليست محدودة كما يظن البعض. التجارب الجديدة تبدأ ولا تنتهي عند قراءة كتب جديدة والسفر إلى دول العالم المختلفة وتجربة المطاعم الشعبية ومشاهدة الأفلام حديثة الصدور.
حتى أكون صريحة مللت وأنا أقرأ وأكتب عن الملل، وحتى هذا الحرف، وافقت ديلان ثوماس وهو يقول: «أحدهم يصيبني بالملل، أعتقد أنه أنا!». وأنت عزيزي القارئ هل مللت؟ أتمنى ألا توافقني الرأي، فأكثر الحوارات مللاً هي تلك التي يتفق فيها الجميع كما سبق أن كتب ميشيل دو مينتين.
جواهر محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق