(١)
لا يفوز بجائزة الأوسكار عن فئة التمثيل من يلعب دوره على النحو المطلوب، بل من يعرف التعبير عن مشاعر وأحاسيس الشخصية بالشكل الصحيح، ولا يكسب المغني قلوب الناس بالكلمات والألحان الجيدة فقط، بل وبغنائها أيضاً بطريقة مفصحة تناسب الأغنية. ولذلك نجد أغاني رائعة لم تجدْ شهرتها عبر الفنان الأصلي مالك الأغنية بل عن طريق مغنٍّ آخر عرف كيفية أدائها والتعبير عن فحواها.
التعبير عن المشاعر والأحاسيس له صور مختلفة وكثيرة قد لا نفهم كيفيتها أو حتى طريقة وعينا بها في حالات معينة، مثل حال مكالمتنا لشخص ما لا يجمع بيننا وبينه سوى سلك الهاتف ورغم ذلك نستطيع الشعور به مبتسماً في الضفة الأخرى.
(٢)
عمران تحت الركام، صاحَبت الجملة السابقة صور وفيديو للطفل السوري وهو يُخْرَج من تحت أنقاض سوريا دون بكاء، وعلى وجهه أثر الصدمة والذهول مما أصابه ليمسح بعد ثوانٍ دمعة تسربت من عينه اليسرى، والأكيد أنه كان يلومها متذكراً بأن دموعه ومشاعره وتعابيره بلا فائدة في ضوء كل ما يحصل له ولغيره في سوريا، ألم نذهل قبل ذلك من صور إيلان؟ ألم نندد و“نقلق”؟ ألم نهدد ونتوعد؟
أين كانت وأين أصبحت تعابيرنا التافهة مقارنة بتعابير عمران وإيلان ومحمد الدرة؟
رحمنا ناجي العلي عندما حمانا من تعابير حنظلة أمام كل ما يحصل أمامه، أعطانا ظهر حنظلة وجعلنا نشاهد ما يراه دون أن ندقق في تعابير وجهه، من المؤسف وغير المؤسف أن الواقع يطلعنا على تعابير الأطفال المؤلمة والمحطِمة لما تبقى من إنسانيتنا.
(٣)
أيهما أقسى: التعبير أم عدمه؟ لن يعرف أيّا منا الإجابة إلا عندما يقع في فخ الموقف. الحبيب الذي ينتظر من محبوبه إعلان حبه، يلعن خيانة التعبير، والصديق الذي رمى صداقته في لحظة غضب يتمنى قطع لسانه قبل تلك اللحظة التي باح فيها عما شعر به.
ولا شيء أقسى وأوقع على النفس من مشاهدة كل تلك التعابير وعدمها، وفقدان المقدرة على فعل أي شيء.
آسفون يا عمران.
لا يفوز بجائزة الأوسكار عن فئة التمثيل من يلعب دوره على النحو المطلوب، بل من يعرف التعبير عن مشاعر وأحاسيس الشخصية بالشكل الصحيح، ولا يكسب المغني قلوب الناس بالكلمات والألحان الجيدة فقط، بل وبغنائها أيضاً بطريقة مفصحة تناسب الأغنية. ولذلك نجد أغاني رائعة لم تجدْ شهرتها عبر الفنان الأصلي مالك الأغنية بل عن طريق مغنٍّ آخر عرف كيفية أدائها والتعبير عن فحواها.
التعبير عن المشاعر والأحاسيس له صور مختلفة وكثيرة قد لا نفهم كيفيتها أو حتى طريقة وعينا بها في حالات معينة، مثل حال مكالمتنا لشخص ما لا يجمع بيننا وبينه سوى سلك الهاتف ورغم ذلك نستطيع الشعور به مبتسماً في الضفة الأخرى.
(٢)
عمران تحت الركام، صاحَبت الجملة السابقة صور وفيديو للطفل السوري وهو يُخْرَج من تحت أنقاض سوريا دون بكاء، وعلى وجهه أثر الصدمة والذهول مما أصابه ليمسح بعد ثوانٍ دمعة تسربت من عينه اليسرى، والأكيد أنه كان يلومها متذكراً بأن دموعه ومشاعره وتعابيره بلا فائدة في ضوء كل ما يحصل له ولغيره في سوريا، ألم نذهل قبل ذلك من صور إيلان؟ ألم نندد و“نقلق”؟ ألم نهدد ونتوعد؟
أين كانت وأين أصبحت تعابيرنا التافهة مقارنة بتعابير عمران وإيلان ومحمد الدرة؟
رحمنا ناجي العلي عندما حمانا من تعابير حنظلة أمام كل ما يحصل أمامه، أعطانا ظهر حنظلة وجعلنا نشاهد ما يراه دون أن ندقق في تعابير وجهه، من المؤسف وغير المؤسف أن الواقع يطلعنا على تعابير الأطفال المؤلمة والمحطِمة لما تبقى من إنسانيتنا.
(٣)
أيهما أقسى: التعبير أم عدمه؟ لن يعرف أيّا منا الإجابة إلا عندما يقع في فخ الموقف. الحبيب الذي ينتظر من محبوبه إعلان حبه، يلعن خيانة التعبير، والصديق الذي رمى صداقته في لحظة غضب يتمنى قطع لسانه قبل تلك اللحظة التي باح فيها عما شعر به.
ولا شيء أقسى وأوقع على النفس من مشاهدة كل تلك التعابير وعدمها، وفقدان المقدرة على فعل أي شيء.
آسفون يا عمران.
جواهر محمد عبد الرحمن آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق