ما الذي يخاف منه الناس؟ ما الذي يجب أن يخاف منه الناس؟ سؤالان متقاربان ومتباعدان بينهما مسافة بلا قياس واضح.
الذي يجب أن يخاف منه الناس، لا يكون بالضرورة ما يخافه الناس فعلاً، ومن له الحق في تحديد ما يجب على الناس الارتعاد منه من عدمه؟ أنا، أم أنت، أم الصفوة، أم ما جرى عليه في المجتمع نفسه؟
يخاف الناس من الموت، والتحدث أمام الجمهور، والحشرات، والأماكن العالية، والضيقة، وغيرها من الأمور والأشياء التي قد نجدها طبيعية أو غير العادية في بعض الأحوال مثل الخوف من الأزرار أو الشموع أو الأشياء والصور التي تحمل فتحات صغيرة متراصة مثل خلايا النحل.
غير المصابين بهذه الأنواع من الخوف أو الفوبيا أو حتى المصابون بها سيعطون إجابات مختلفة على سؤال: ما الذي يجب أن يخاف الناس منه؟ وهذه أجوبة بعض الكتاب: الخوف. الموت. انقطاع العلاقات الإنسانية وتباعدها.
وقد يضيف آخرون الوحدة وفقدان الخصوصية والظلم. وفي رأيي أهم ما يجب أن يخاف منه الناس هو المشاعر السلبية التي تختلجهم من غرور وحقد وخاصة الأنانية. ولا أعني الأنانية الإنسانية الموجودة في جينات الفرد، بل أقصد الأنانية الصاعدة لمعبد تأليه النفس، بحيث يضع الإنسان نفسه في مرتبة فوق الناس، هو ومن بعده الطوفان، يصبح وقتها همه الأول والأخير تحقيق ما يريده على حساب غيره وإن أضرهم ضرراً لا يفيد بعده نفعاً، هذه الحالة هي ما يجب أن يخاف منه الناس، لأنها تأكل الإنسان وتجعل ما حوله يتآكل. لن يبقى صديق في الجوار وستصبح الحياة أكثر وحدة، ويولد في النفس جوع لا يسده شبع ولا آمان ولا مال أو بنون.
ما الذي يجب ألا يخاف منه الناس؟ أسئلة تجر أسئلة في حلقة لا تكف عن الدوران مثلها مثل الحياة. وفي الحياة كل شيء يحتاج إلى سؤال كي يبدأ. كل شعور كل فكرة كل فعل وردة فعل كل ذكرى كل قلب كسر كل خاطرة كل عملية كل مصارعة ثيران كل دعوى قضائية كل جريمة كل فضيلة كل انتخابات نزيهة وغير نزيهة كل لوحة كل فنان وكل مقالة.
بالنسبة لي، أخاف من أن يقرأ ما أكتبه ولا يصل. والحقيقة بأنه يجب علي أن أخاف من ألا أقرأ من البداية وحتى النهاية.
الذي يجب أن يخاف منه الناس، لا يكون بالضرورة ما يخافه الناس فعلاً، ومن له الحق في تحديد ما يجب على الناس الارتعاد منه من عدمه؟ أنا، أم أنت، أم الصفوة، أم ما جرى عليه في المجتمع نفسه؟
يخاف الناس من الموت، والتحدث أمام الجمهور، والحشرات، والأماكن العالية، والضيقة، وغيرها من الأمور والأشياء التي قد نجدها طبيعية أو غير العادية في بعض الأحوال مثل الخوف من الأزرار أو الشموع أو الأشياء والصور التي تحمل فتحات صغيرة متراصة مثل خلايا النحل.
غير المصابين بهذه الأنواع من الخوف أو الفوبيا أو حتى المصابون بها سيعطون إجابات مختلفة على سؤال: ما الذي يجب أن يخاف الناس منه؟ وهذه أجوبة بعض الكتاب: الخوف. الموت. انقطاع العلاقات الإنسانية وتباعدها.
وقد يضيف آخرون الوحدة وفقدان الخصوصية والظلم. وفي رأيي أهم ما يجب أن يخاف منه الناس هو المشاعر السلبية التي تختلجهم من غرور وحقد وخاصة الأنانية. ولا أعني الأنانية الإنسانية الموجودة في جينات الفرد، بل أقصد الأنانية الصاعدة لمعبد تأليه النفس، بحيث يضع الإنسان نفسه في مرتبة فوق الناس، هو ومن بعده الطوفان، يصبح وقتها همه الأول والأخير تحقيق ما يريده على حساب غيره وإن أضرهم ضرراً لا يفيد بعده نفعاً، هذه الحالة هي ما يجب أن يخاف منه الناس، لأنها تأكل الإنسان وتجعل ما حوله يتآكل. لن يبقى صديق في الجوار وستصبح الحياة أكثر وحدة، ويولد في النفس جوع لا يسده شبع ولا آمان ولا مال أو بنون.
ما الذي يجب ألا يخاف منه الناس؟ أسئلة تجر أسئلة في حلقة لا تكف عن الدوران مثلها مثل الحياة. وفي الحياة كل شيء يحتاج إلى سؤال كي يبدأ. كل شعور كل فكرة كل فعل وردة فعل كل ذكرى كل قلب كسر كل خاطرة كل عملية كل مصارعة ثيران كل دعوى قضائية كل جريمة كل فضيلة كل انتخابات نزيهة وغير نزيهة كل لوحة كل فنان وكل مقالة.
بالنسبة لي، أخاف من أن يقرأ ما أكتبه ولا يصل. والحقيقة بأنه يجب علي أن أخاف من ألا أقرأ من البداية وحتى النهاية.
جواهر محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق