خرجت، بعد طول انتظار، قائمة شروط قدمتها دول الحصار لقطر عبر دولة الكويت الشقيقة. وتصدرت القائمة، طلب إغلاق مجموعة قنوات الجزيرة. من يتمعن في هذا الطلب قد يظن أننا نعيش في أوائل القرن العشرين، حيث لا توجد سوى قناة إخبارية عربية واحدة «الجزيرة»، وأننا نقضي يومنا بلا إنترنت ووسائل تواصل اجتماعي توصل الخبر إلى مكاننا أينما كنا، وأن إغلاق «الجزيرة» سيمنع وصول «بعض» الأخبار إلى «بعض» الشعوب.
من يقرأ هذا الطلب، قد لا يعرف أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر، حجبوا مواقع الجزيرة، وجميع الصحف القطرية في ٢٣ مايو ٢٠١٧، وحظروا بث قنوات الجزيرة الفضائية في غرف الفنادق والمرافق السياحية في ١٠ يونيو ٢٠١٧. ولكن الظاهر بأن ذلك غير كاف لدول الحصار، التي تريد إغلاق جميع قنوات الجزيرة حول العالم.
قالوا إن «الجزيرة» تحرض وترعى الإرهاب، وتهدد استقرار المنطقة، وكلها تهم باطلة بلا دليل يدعمها، مثلها مثل بقية التهم التي اتهمت بها قطر.
«الجزيرة» هي القناة الإخبارية العربية الأولى، وصاحبة شعار الرأي والرأي الآخر. كانت ولا تزال تستضيف من ينتقد سياسات قطر، ولم نضق بها، وبعد حصار قطر في ٥ يونيو ٢٠١٧، بحثت عمن تستضيفه في دول الحصار وغيرها ممن يؤيد الحصار وتحركات الدول المحاصرة. هذه هي «الجزيرة» التي تحترم حق وحرية التعبير المكفولة للإنسان من الله، قبل أي اتفاقية دولية.
الهجوم الواقع ضد «الجزيرة» ليس جديداً، وإن زادت وتيرته الآن بفعل توجهات وتوجيهات البعض، لكن المطالبة بإغلاقها، هي مطالبة بإسكات المواطنين والمقيمين في العالم العربي والإسلامي، وعدم وصول صوتهم للعالم. المطالبة بإغلاق «الجزيرة» مطالبة بالحد من حق وحرية الإنسان العربي في التعبير. ولا تتبين الفائدة من هذا الإغلاق أو الحكمة منه، خاصة مع وجود قنوات أخرى ذات مهنية ومصداقية عالية، كالجزيرة في العالم العربي، مثل الـ «بي. بي. سي» و»سي. أن. أن» العربيتين.
لا يخاف من قناة فضائية سوى من كانت قناعاته ومبادئه هشة وضعيفة، أما القوي الشديد، فلن تؤثر به ولن تربكه، لا قناة، ولا صحيفة، ولا حتى قصيدة، مثل قصيدة عبد الرحمن بن مساعد التي قال فيها:
هكذا نقدر نقول.. إن الجزيرة..
دولة مغمورة صغيرة..
كبرت وصارت قناة!
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
من يقرأ هذا الطلب، قد لا يعرف أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر، حجبوا مواقع الجزيرة، وجميع الصحف القطرية في ٢٣ مايو ٢٠١٧، وحظروا بث قنوات الجزيرة الفضائية في غرف الفنادق والمرافق السياحية في ١٠ يونيو ٢٠١٧. ولكن الظاهر بأن ذلك غير كاف لدول الحصار، التي تريد إغلاق جميع قنوات الجزيرة حول العالم.
قالوا إن «الجزيرة» تحرض وترعى الإرهاب، وتهدد استقرار المنطقة، وكلها تهم باطلة بلا دليل يدعمها، مثلها مثل بقية التهم التي اتهمت بها قطر.
«الجزيرة» هي القناة الإخبارية العربية الأولى، وصاحبة شعار الرأي والرأي الآخر. كانت ولا تزال تستضيف من ينتقد سياسات قطر، ولم نضق بها، وبعد حصار قطر في ٥ يونيو ٢٠١٧، بحثت عمن تستضيفه في دول الحصار وغيرها ممن يؤيد الحصار وتحركات الدول المحاصرة. هذه هي «الجزيرة» التي تحترم حق وحرية التعبير المكفولة للإنسان من الله، قبل أي اتفاقية دولية.
الهجوم الواقع ضد «الجزيرة» ليس جديداً، وإن زادت وتيرته الآن بفعل توجهات وتوجيهات البعض، لكن المطالبة بإغلاقها، هي مطالبة بإسكات المواطنين والمقيمين في العالم العربي والإسلامي، وعدم وصول صوتهم للعالم. المطالبة بإغلاق «الجزيرة» مطالبة بالحد من حق وحرية الإنسان العربي في التعبير. ولا تتبين الفائدة من هذا الإغلاق أو الحكمة منه، خاصة مع وجود قنوات أخرى ذات مهنية ومصداقية عالية، كالجزيرة في العالم العربي، مثل الـ «بي. بي. سي» و»سي. أن. أن» العربيتين.
لا يخاف من قناة فضائية سوى من كانت قناعاته ومبادئه هشة وضعيفة، أما القوي الشديد، فلن تؤثر به ولن تربكه، لا قناة، ولا صحيفة، ولا حتى قصيدة، مثل قصيدة عبد الرحمن بن مساعد التي قال فيها:
هكذا نقدر نقول.. إن الجزيرة..
دولة مغمورة صغيرة..
كبرت وصارت قناة!
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر