المرأة سكرتيرة أو ربّة منزل، لا يُسمع رأيها ولا يؤخذ به.. هذا هو واقع الستينات في الولايات المتحدة الأميركية الذي صوّره المسلسل الشهير «Mad Men». يحكي المسلسل قصة مجموعة من الرجال العاملين في مجال الإعلانات مع «نسائهم».
باختصار، الرجل أبيض البشرة هو الشمس في المسلسل، وجميع ما عداه يدور حوله في مساره المحدد مسبقاً.
يُحسب لمعدّي المسلسل مصداقيتهم في نقل حقيقة حقبة بأكملها، ووقت لا نزال نرى آثاره حتى في أيامنا هذه. لا يزال عدم المساواة بين الرجل والمرأة عائقاً ملموساً، وإن كثرت الأصوات المنادية بالمساواة، فنحن نشهد الكثير من الأصوات بل والأفعال المعارضة للمساواة.
هذه الأصوات المعارضة تريد الإبقاء على الوضع الراهن، لا تسعى إلى تطور المرأة ولا إلى مساواتها بالرجل.. يريدونها ربّة منزل وحسب، وإن أرادت هي أكثر من ذلك! يريدونها سكرتيرة في جميع نواحي حياتها، كي يُملون عليها ما يريدون.. يريدونها ضعيفة مهمشة بلا قرار أو صوت، وإن كان ذلك أمام أولادها.
لن أتطرق إلى كون عدم مساواة المرأة بالرجل منافٍ للدين أو القانون، فقد قلت الكثير في ذلك، ولكنني أرجع لأقول بأنه منافٍ للعقل والمنطق.
يأتمن الرجل المرأة على بيته وأولاده، أي أكثر شيء قد يقترب من كونه معجزة إلهية على الأرض، ثم يقول إنها ناقصة دين وعقل و»حُرمة في الأخير»!
المرأة أمه وزوجته وأخته وعمته وخالته وابنته وابنة إخوانه، ولكنها لا يجوز أن تكون أمه التي تترك غطاء الوجه، أو زوجته التي تخرج كثيراً، أو عمته التي تقود سيارة، أو خالته ذات المنصب الرفيع التي تُدرج الصحف اليومية صورها، أو ابنته التي تسافر للدراسة في الخارج، أو ابنة إخوانه التي تعمل مع الرجال، أو أخته التي تتزوج أجنبياً. يصيح هؤلاء -منهم رجال ونساء- بأن المرأة «ما لها حاجة» في مساواة حقوقها بحقوق الرجال. أيعني ذلك بأن هذه الأصوات ستُسحق لو وُجدت امرأة «في حاجة» لهذه الحقوق لعدم وجود رجل في حياتها ليُنهي أمورها وأمور أولادها مثلاً؟ لا، فأزمتهم عبارة عن نقص فكري، ومعتقداتهم كانت -ولا تزال- نتاج حراك مجتمعي يفخّم دور الرجل ويشدّد على أهمية الذكورية كمعيار للتقدم والاستقامة.
تُحلّ عقدة اللامساواة بمعرفة وفهم والتصديق بأن المرأة لا تختلف عن الرجل، لا عندما يكونان في سن السابعة أو في سن الثامنة عشر أو العشرين أو الثلاثين أو المائة.. لن يختلفا سوى في البنية الجسدية، وربما العقلية الفكرية التي قد ترجّح للمرأة أو الرجل، وما عدا ذلك هراء تناوله الناس عبر السنين.
باختصار، الرجل أبيض البشرة هو الشمس في المسلسل، وجميع ما عداه يدور حوله في مساره المحدد مسبقاً.
يُحسب لمعدّي المسلسل مصداقيتهم في نقل حقيقة حقبة بأكملها، ووقت لا نزال نرى آثاره حتى في أيامنا هذه. لا يزال عدم المساواة بين الرجل والمرأة عائقاً ملموساً، وإن كثرت الأصوات المنادية بالمساواة، فنحن نشهد الكثير من الأصوات بل والأفعال المعارضة للمساواة.
هذه الأصوات المعارضة تريد الإبقاء على الوضع الراهن، لا تسعى إلى تطور المرأة ولا إلى مساواتها بالرجل.. يريدونها ربّة منزل وحسب، وإن أرادت هي أكثر من ذلك! يريدونها سكرتيرة في جميع نواحي حياتها، كي يُملون عليها ما يريدون.. يريدونها ضعيفة مهمشة بلا قرار أو صوت، وإن كان ذلك أمام أولادها.
لن أتطرق إلى كون عدم مساواة المرأة بالرجل منافٍ للدين أو القانون، فقد قلت الكثير في ذلك، ولكنني أرجع لأقول بأنه منافٍ للعقل والمنطق.
يأتمن الرجل المرأة على بيته وأولاده، أي أكثر شيء قد يقترب من كونه معجزة إلهية على الأرض، ثم يقول إنها ناقصة دين وعقل و»حُرمة في الأخير»!
المرأة أمه وزوجته وأخته وعمته وخالته وابنته وابنة إخوانه، ولكنها لا يجوز أن تكون أمه التي تترك غطاء الوجه، أو زوجته التي تخرج كثيراً، أو عمته التي تقود سيارة، أو خالته ذات المنصب الرفيع التي تُدرج الصحف اليومية صورها، أو ابنته التي تسافر للدراسة في الخارج، أو ابنة إخوانه التي تعمل مع الرجال، أو أخته التي تتزوج أجنبياً. يصيح هؤلاء -منهم رجال ونساء- بأن المرأة «ما لها حاجة» في مساواة حقوقها بحقوق الرجال. أيعني ذلك بأن هذه الأصوات ستُسحق لو وُجدت امرأة «في حاجة» لهذه الحقوق لعدم وجود رجل في حياتها ليُنهي أمورها وأمور أولادها مثلاً؟ لا، فأزمتهم عبارة عن نقص فكري، ومعتقداتهم كانت -ولا تزال- نتاج حراك مجتمعي يفخّم دور الرجل ويشدّد على أهمية الذكورية كمعيار للتقدم والاستقامة.
تُحلّ عقدة اللامساواة بمعرفة وفهم والتصديق بأن المرأة لا تختلف عن الرجل، لا عندما يكونان في سن السابعة أو في سن الثامنة عشر أو العشرين أو الثلاثين أو المائة.. لن يختلفا سوى في البنية الجسدية، وربما العقلية الفكرية التي قد ترجّح للمرأة أو الرجل، وما عدا ذلك هراء تناوله الناس عبر السنين.
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
تاريخ ٢٤/٨/٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق