في الأسابيع الماضية، تغير شكل واشنطن. تمت إعادة انتخاب مجلس النواب الأمريكي بأكمله مع ثلث مجلس الشيوخ. و كانت الصورة مبهرة.
حصلت أكثر من مائة امرأة على كرسي في السلطة التشريعية، و تنوع تمثيل جمع الناخبين من ناحية الدين و العرق و الجنس. هذا الإنجاز لم يحصل بين يوم و ليلة، بل كان ردة فعل على وصول ترامب إلى البيت الأبيض و تجاوزاته التي لا تعد و لا تحصى. حيث جعل العديد من الفنانين و الإعلاميين و المؤثرين، عنوان رسالتهم في أكتوبر و نوفمبر هي التصويت لإحداث فرق! بل أن البعض منهم مثل شيلسي هاندلر، تركت برنامجها كي تحث النساء على الترشح و التصويت في المناصب المختلفة على مستوى ولاياتهم و على مستوى الدولة. هذا الشغف جعل الكثير ممن يعتبرون أصواتهم بلا فائدة، يتجهون إلى مراكز الإقتراع للتصويت. هذا الشغف غير حالة اللامبالاة التي عاشها الكثير إلى حالة اهتمام و متابعة لما يحصل.
و رأيي بأن معظمنا إن لم يكن جميعنا، نعيش في حالاة لا مبالاة أو تبلد نحو شيء ما في حياتنا لأننا اعتدنا وجوده أو سلمنا بوجوده. أصبحنا نبخس قيمة الكثير من الأشياء، فلا نقدر قيمتها الحقيقية إلا بعد فوات الآوان في أكثر الأحوال. فقدنا الشغف و الاهتمام و الانبهار. أصبحنا نحتاج صفعة على الوجه كي نستيقظ و نقرر بأننا نريد أن نفعل شيئاً ما لنغير الوضع. هذا ما حصل بإختصار في الإنتخابات الأمريكية النصفية الأخيرة. و هذا ما يجب أن يحصل في كل مكان و كل مجال لننهض في العالم العربي. و الحقيقة بأننا بدأنا نرى شيئاً من ذلك بعد ما حدث مع جمال خاشقجي رحمه الله. انتعشت مرة أخرى المطالبات بإعلام حر و تقبل الآخر و حماية للصحفيين و المدنيين و حقوق الإنسان في الدول العربية. و لكن ذلك لا يكفي. يجب على الشغف ألا يموت. و الشغف لا يموت و لا يستسلم. الانبهار لا يُولد عليلاً أو معلقاً على شرط أو سبب. و لكننا من نختار حياة شغفنا و موته. نحن من نختار ما يبهرنا و ما يرسل النعاس نحونا. و هذه قضايا يجب ألا يمسها الموت أو النعاس أو الغيبوبة. فنحن بحاجتها. نحن في حاجة إلى التغيير. الآن.
جواهر بنت محمد آل ثاني
تاريخ ٢١/١١/٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق