بدأت الدكتورة النفسية نيكول ليبيرا حسابها في الانستجرام عبر تسمية نفسها (الدكتورة النفسية الشمولية)، في رغبة منها للفت انتباه الناس، إلى أن تحسين جودة الحياة أو معالجة النفس، لا يكون فقط عبر الذهاب إلى طبيب نفسي أو معالجة الجروح النفسية، و لكن أيضاً عبر تحسين الانسان لكل جانب من جوانب حياته، و هذا ما تطرقت إليه في جزء من كتابها الرائع (HOW TO DO THE WORK).
ما تتكلم عنه الدكتورة ليبيرا، تناوله الكثير من الدكاترة النفسيين قبلها و بعدها.. العلاج النفسي للإنسان كي يصبح أسعد و أفضل حالاً، مهم، و لكنه في الكثير من الأحوال غير كافٍ لوحده.
كي يتحسن الانسان، و يُحسن من جودة حياته، و يصبح أسعد، يجب أن يهتم بجوانب أخرى في حياته، لا تقف عند العلاج النفسي حيث أن كل شيء في جسد الانسان و حياته مترابط. و من هذه الجوانب التي يجب على الانسان أن يعمل عليها.. أولاً، ممارسة الرياضة. فالرياضة تهذب الانسان، و تعدل مزاجه، و تجعله يتخلص من توتر و قلق اليوم بطريقة صحية.
ثانياً، تناول الطعام الصحي. حيث أن معدة الانسان و عقله متصلان ببعضهما البعض، و عند تناول الانسان لطعام غير صحي، يؤثر ذلك سلباً على مزاج و طبع الانسان، و يحدث العكس عندما يتناول الانسان لطعام صحي لا يرهق المعدة ولا العقل!
ثالثاً، المحافظة على علاقات اجتماعية قوية و إيجابية. بمعنى أنه يجب على الانسان أن يكون في حياته دائرة دعم اجتماعية، قد لا تحتوي هذه الدائرة على أشخاص كثر، و لكنها يجب على الأقل أن تحوي شخصاً واحداً، يقوم هذا الشخص بانتشال الانسان عند وقوعه في مأزق، و مساعدته حال تعثره، و تشجيعه عند فوزه، و الاستماع لتذمره وقت ملله. هذه الدائرة القوية هي ما تدفع الانسان إلى الأمام، في الأيام العاصفة، و هي ما تمسك يده في الأيام الصافية.
أخيراً و ليس آخراً، من أهم جوانب تحسين حياة الانسان، العبادة الدينية. لا يوجد ما يجعل الانسان أسعد في حياته و أفضل حالاً أكثر من تقرب الانسان إلى الله. لن يشعر الانسان بأنه أسعد إلا بعد إيمانه بالله و بأن هنالك سبب كبير وراء (خلقنا في كبد). هذا الايمان و هذه الصلة هي ما ستريح القلب و تجعله مطمئن و مستسلم أكثر لما يحدث لنا و حولنا.
كي نكون أسعد يجب أن نحسن كل جانب من جوانب حياتنا. لا يلزمنا أن نفعل ذلك دفعة واحدة، فالتحسين مثل حبة البصل، فيه مجموعة طبقات.. العلاج النفسي و ممارسة الرياضة و التقرب من الله و تناول الطعام الصحي و المحافظة على علاقات اجتماعية قوية، يُفضل بنا أن نتناولها طبقة.. طبقة.. بل أن محاولة التهامها كلها مرة واحدة، ستُدمع أعيننا، و ستجعلنا نمتنع عن المحاولة مرة أخرى!
جواهر آل ثاني
صحيفة الشرق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق