الشعور الذي نعيشه الآن في قطر مع بطولة فيفا كأس العالم لكرة القدم، لا يمكن وصفه بالكلمات و لا حتى بالصوت و الصورة. الشعور الذيأعنيه يجب أن يُعاش بشكل مباشر كي يشعر الانسان به. شعور بهجة و وحدة و اتحاد يجمعنا حول كرة القدم! الجماهير من جميع الجنسيات والدول و الخلفيات، يتحدون مع بعض ببهجة و تشجيع لمنتخباتهم بدون خوف أو غضب أو أي مشاعر سلبية تعكر صفو هذه التجربة الرائعة! الجميع سعيد و آمن، السعودي يضحك مع الأرجنتيني.. المكسيكي يودع التونسي.. السنغالي يهنأ البرازيلي.. المغربي يحمل العلم الفلسطيني.. الأمريكي يواسي الإيراني.. الياباني يبارك للإسباني.. و الكرواتي يرقص مع البولندي ..و القطري يستضيف و يجمع العالم!
الكل سعيد، الكل راضي.. الجميع مع عائلته و أصدقائه! و هذا ما أحببته و أحبه الكثير في هذا المونديال، و أقصد أن الجميع مع عائلته وأصدقائه، فقد أعطى هذا المونديال الفرصة للناس لاصطحاب عائلاتهم و أبنائهم في الملاعب و الاستمتاع بأجواء المونديال بكل يسر وسهولة و آمن و أمان! فلا كحول في الملاعب و لا حالات شغب حول الملاعب أو الشوارع، بل حالة مستمرة من التشجيع و البهجة داخلالملاعب و خارجها!
و من أجمل المشاعر التي اجتاحتنا أيضاً هي شعورنا بحب العرب و دعمهم لبعضهم البعض! فكل العرب في قطر كانوا يشجعون خمسةدول! نعم خمسة دول! قطر و السعودية و المغرب و تونس و فلسطين! كل العرب فرحوا عند فوز المنتخبات العربية في مبارياتها و كلهمحزنوا عندما خرجت المنتخبات العربية من المونديال! الشعوب العربية توحدت في قطر رغم توترات بل و عداوات الحكومات العربية فيبعض الحالات! في قطر حمل حاكمنا و أميرنا الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله علم السعودية و المغرب و تونس و شجعت الشعوبالعربية معه المنتخبات العربية بكل قوتها و همتها! في قطر، نسي الجميع خلافاته و استذكروا دروس الأخوة في العروبة و الاسلام والانسانية و لا أجمل من هذه المشاعر!
الجميع يتمنى لو يستمر المونديال لأكثر من شهر! الكل مستمتع بهذه الأجواء حتى الجماهير التي خسرت منتخباتها لا تزال موجودة في قطرلحضور المباريات الأخرى و الاستمتاع بأجواء هذه البطولة التي ستخلد في التاريخ كأفضل مونديال يحدث في تاريخ كأس العالم فيفا لكرةالقدم، و نحن الجماهير التي حضرت هذا المونديال، لن ننساه و لن نتجاوز هذه المشاعر التي نشعر بها الآن أبداً!
جواهر آل ثاني
صحيفة الشرق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق