حقيقة مونديال قطر
(الواقع)
اُختتمت يوم الأحد الماضي في قطر أفضل نسخة مرت على التاريخ من بطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا. و بعد هذا النجاح الكبير لهذه البطولة، سيكون مونديال قطر هو المعيار الفاصل في بطولات كأس العالم لكرة القدم، فيُوجد كأس عالم قبل كأس عالم قطر، و يوجد كأس عالم بعد كأس عالم قطر! و اتضح بعد كل هذه السنوات أن الاختبار الحقيقي لم يكن لقطر، بل سيكون للدول التي ستنظم كأس العالم بعد قطر! هل سيستطيعون اللحاق بما فعلناه هنا؟ أم سينصدم المشجعين بما سيأتيهم لاحقاً! هل ستُوجد دولة تحقق ما حققته قطر في هذا الشهر الماضي؟ هل ستأتي دولة لتوحد الشعوب كما فعلت قطر؟ هل سيكون هناك دولة تجعل المترو و الحافلات مجانية لجماهير المشجعين؟ هل ستأتي دولة تبني ملعب بملايين الدولارات ومن ثم تتبرع فيه بعد انتهاء البطولة لدول أخرى نامية؟ هل ستأتي دولة تخترع تقنية تُقدر قيمتها بملايين الدولارات ألا و هي "تبريد الملاعب" و من ثم لا تسجلها كبراءة اختراع كي لا تحتكر تقنية قد تخدم العالم بأجمعه؟! لا أظن ذلك!
(الإعلام الغربي)
و رغم جميع ما قلته، الإعلام الغربي الذي يُسمي نفسه "بالحر الديموقراطي" لم ينصف قطر لا قبل المونديال و لا خلاله! حتى أن قناة BBC لم تنقل كامل حفل افتتاح المونديال و أصبحت عرضة لشكاوي الآلاف البريطانيين الذين كانوا يريدون مشاهدة الافتتاح! كأس العالم فضح الإعلام الغربي، الذي قال عن قطر بأنها صحراء صغيرة جوها حار و لا يملك المرء فعل أي شيء فيها! و الواقع أن خيارات قطر الكثيرة ستمكن أي زائر لها بالاستمتاع صيفاً أو شتاءً!
و استمر الإعلام الغربي بكذبه قائلاً بأن قطر غير آمنة للأجانب و النساء، و الحقيقة أن هذه النسخة من كأس العالم كانت أكثر نسخة آمنة للأجانب و النساء بشهادة الجميع! مما جعل الكثير من المشجعين القادمين من خارج قطر يصحبون أطفالهم الصغار إلى الملعب و كل مكان! و استمتع جميع المشجعين الأجانب بالبطولة و عاشوا مع الشعب القطري أجمل نسخة من بطولة كأس العالم، و لم يحصل أياً مما كذب حوله الإعلام الغربي!
و من الأكاذيب التي ركز عليها الإعلام الغربي هي كيف أن المشجعين الغربين لن يستمتعوا بالمونديال بلا كحول داخل الملعب و حوله! و لم يصوروا أو يتكلموا بعد ذلك كيف استمتع المشجعين بلا كحول أو شغب أو مشاجرات! بل و كان ملتقى المشجعين و محطتهم الأولى و الدائمة سوق واقف الذي لا تُباع فيه الكحول!
انتهينا الآن من مونديال قطر، و لكن ذكراه لن تنتهي و إن لم ينصفه الإعلام حتى الحفل النهائي للبطولة! و تبقى بعض الأمور أكيدة.. كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر ٢٠٢٢، أفضل و أنجح كأس عالم مر في التاريخ، و لا يمكن للقطريين أن يفخروا أكثر بأنفسهم و ببلادهم و حاكمهم!
جواهر آل ثاني
صحيفة الشرق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق