يمكننا القول و بكل فخر و تأكيد بأن قطر كانت هي المفاجأة الأكبر في عام ٢٠٢٢. كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر ٢٠٢٢، سيُسطر كأفضل حدث رياضي في التاريخ! و ذلك كله حصل بعدما شكك المتشككون و كذّب الحاسدون و ارتاب الحاقدون من إمكانية نجاح بل و إقامة المونديال في قطر! و الآن بعد أن أقيم المونديال و نجح نجاحاً باهراً في قطر بشهادة الجميع، لا يسعنا القول إلا بأننا نتمنى بأن تكون جميع البطولات الرياضية و الأحداث الكبيرة التي يتم إقامتها في المستقبل حول العالم، على مستوى التنظيم نفسه الذي كان في قطر! و خاصة من تلك الدول التي كانت تنتقد استضافة قطر للمونديال و تشكك من قدرتها على الاستضافة في الوقت نفسه الذي فشلت فيه هذه الدول في تنظيم بطولات رياضية منظمة و آمنة للجماهير! و أذكر من هذه الدول فرنسا التي نظمت بطولة أمم أوروبا لكرة القدم في ٢٠١٦، و حدثت خلالها عدد من الاشتباكات العنيفة بين مثيري الشغب قبل و بعد مباراة إنجلترا و روسيا في مارسيليا و بين أنصار ايرلندا الشمالية و بولندا في نيس. و مؤخراً بريطانيا التي نظمت نهائي يورو ٢٠٢٠، و أعمال الشغب التي حصلت فيها قبل و بعد مباراة بريطانيا و إيطاليا!
السؤال الذي على العالم أن يسأله هو ليس ماذا تعلمنا نحن-القطريين-من مونديال قطر، و لكن ماذا يجب على العالم أن يتعلم من قطر! قطر التي قالوا عنها بأنها صغيرة و غير آمنة و لا يمكن استضافة البطولات الكبيرة فيها! قطر اليوم احتضنت أكبر حدث في العالم، و نجحت في ذلك! لم تحدث أي أعمال شغب، و لم يُصاب أحد و لم يُعتقل-للمرة الأولى-أي مشجع بريطاني خلال المونديال! لم نشاهد "HOOLIGANS " مثيري الشغب في الشوارع أو الملاعب، و لم تحدث أي أعمال شغب بسبب فوز أو خسارة منتخب ما! قطر كانت آمنة قبل المونديال كما كانت آمنة خلاله و كما لا تزال آمنة بعد انتهائه! هذه الدروس التي على الدول التي انتقدت قطر سابقاً و شككت فيها أن تتعلمها حتى يكون باستطاعة الجميع الحضور و الاستمتاع بالبطولات الرياضية و الأحداث الكبيرة بلا خوف أو توتر! و لا مانع لدينا في قطر بتبادل خبراتنا في هذا المجال، فكما تعلمنا من غيرنا في السابق، يسرنا أن نُداول هذه الخبرة و العلوم لفائدة العالم.
جواهر آل ثاني
صحيفة الشرق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق