لنكن صغار السن!
وُلد الدكتور مارك هايمن في سنة ١٩٥٩، أي أنه يبلغ من العمر ٦٣ عاماً، و لكنه في الواقع يبلغ من العمر ٤٣ عاماً، وفق عمر جسده البيولوجي! ألا يحدث ذلك في بعض الأحيان؟ أن نعرف شخصاً يبلغ من العمر عشرين سنة و نشعر من طريقة حركته و ألمه من ركبته و اعوجاج ظهره بأنه يبلغ أربعين عاماً؟ و في المقابل نرى شخصاً يبلغ من العمر سبعين عاماً يركض ماراثوناً و يسافر مع أصدقائه و يعيش حياة كاملة كشاب عمره ثلاثين عاماً؟
عندما ننظر إلى كريستيانو رونالدو مثلاً، هل نصدق بأن هذا جسد رجل عمره ٣٨ عاماً؟! و عندما نشاهد كريم بن زيمه يُراقص الكرة و يسجل الأهداف، هل نعي بأن هذا الرجل صاحب الخمسة و ثلاثين عاماً يقارع زميله الهداف فينيسوس جونيور ذو الاثنان و عشرين سنة!
الفرق ما بين السبيعني الذي يشعر كثلاثيني، و العشريني الذي يبدو كأربعيني، هو طريقهم في الحياة. السبيعيني مهتم بنفسه.. بصحته.. بجسده.. بوقته.. بعلاقاته. و العشريني لديه خلل ما في طريقة حياته.
أنا لست هنا لإحباط العشرينين الذين يشعرون بالتعب و الإرهاق و الملل، و لكني هنا لإعطائهم الخبر السعيد.. أنتم أيضاً يمكنكم أن تشعروا كشبان من جديد! و هذا ما يتناوله الدكتور مارك هايمن في كتابه (صغير السن للأبد) Young Forever، حيث يشرح الدكتور هايمن في كتابه الطريقة التي يمكن لأي انسان استخدامها كي يعود بنفسه و بصحته و بجسده، سنوات للوراء! و الطريقة باختصار هي عبر إبطاء أو الإيقاف المؤقت لعملية التقدم بالسن، و يتم ذلك عن طريق تقليل الالتهابات، و تعزيز مضادات الالتهابات في الجسد. تسألوني كيف؟ بالوسائل التالية.
أولاً، أكل الطعام الصحي و المتنوع، ابتداءً بالخضار و الفاكهة لما لها من فوائد كثيرة على الصحة الجسدية والنفسية، ثم عبر البروتين الموجود في اللحوم و الحليب و البقوليات و البذور و المكسرات، و من ثم الدهون الصحية الموجودة في الأفوكادو و زيت الزيتون و الشوكولاتة الداكنة، مثلاً.
ثانياً، ممارسة الرياضة، و الحركة الدائمة. الخمول يقتل و الحركة تُحيي. و قد وجدت دراستين عملتها جامعة هارفرد بأن المشي لمدة عشرين دقيقة فقط يومياً، قد تخفض احتمال إصابتك بأمراض القلب بنسبة ٣٠٪!
ثالثاً، الابتعاد عن التوتر و القلق. التوتر و القلق يزيد من عمر الانسان، و يقربه أكثر من الشيخوخة بيولوجياً! فتعلموا كيف تتعاملون مع قلقكم و توتركم بحيث لا يكون المسيطر في حياتكم، و المرض الصامت الآكل من أعماركم!
رابعاً، ابنوا علاقات اجتماعية قوية، يمكنكم الاعتماد عليها في السراء و الضراء! فليكن في حياتكم و لو شخص واحد تفضفضون له أو تخرجون معه للاستمتاع بعشاء لطيف!
خامساً، ناموا! النوم من أكثر الأفعال اليومية التي نستصغرها لأننا لا نشعر بخطر تجاوزها إلا بعد فوات الأوان! لا تنسوا بأن النوم لمدة تقل عن ٧ ساعات في الليل تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب و الاكتئاب! و إن أردتم أن تعرفوا أكثر عن أهمية النوم اقرأوا كتاب (لماذا ننام؟)للدكتور ماثيو واكر.
أخيراً، تعرضوا للشمس. العبوا. سافروا. اضحكوا. ساعدوا غيركم. عيشوا حياتكم لقضية أكبر منكم. تناولوا المكملات الغذائية إن كنتم لا تتناولون كفايتكم من الطعام. أضيفوا الحياة لسنواتكم، و أضيفوا عمركم إلى الحياة كما يقول الدكتور هايمن. و لا تأخذوا الحياة بجدية قاتلة.
يُمكنكم أن تشعروا بأنكم أصغر سناً. يمكنكم أن تعيشوا و أنتم شبان، و كل ما عليكم أن تفعلوه هو أن تهتموا بأنفسكم و صحتكم و علاقاتكم! فابدأوا بذلك!
جواهر آل ثاني
صحيفة الشرق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق